ج3. كتاب : الأدب المفرد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري
بَابُ
التَّسْلِيمِ عَلَى الأَمِيرِ
1023- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ
: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَبَا بَكْرِ
بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ : لِمَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَكْتُبُ : مِنْ
أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ، ثُمَّ كَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ بَعْدَهُ :
مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَلِيفَةِ أَبِي بَكْرٍ ، مَنْ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ
: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي الشِّفَاءُ ،
وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا هُوَ دَخَلَ السُّوقَ دَخَلَ عَلَيْهَا ، قَالَتْ :
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَامِلِ الْعِرَاقَيْنِ : أَنِ ابْعَثْ
إِلَيَّ بِرَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ نَبِيلَيْنِ ، أَسْأَلُهُمَا عَنِ الْعِرَاقِ
وَأَهْلِهِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الْعِرَاقَيْنِ بِلَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ
، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَأَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ
الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ دَخَلاَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ،
فَقَالاَ لَهُ : يَا عَمْرُو ، اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عُمَرَ ، فَوَثَبَ عَمْرٌو فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا
الِاسْمِ يَا ابْنَ الْعَاصِ ؟ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ ، قَالَ : نَعَمْ ،
قَدِمَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، فَقَالاَ لِي :
اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْتُ : أَنْتُمَا وَاللَّهِ
أَصَبْتُمَا اسْمَهُ ، وَإِنَّهُ الأَمِيرُ ، وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ . فَجَرَى
الْكِتَابُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
1024- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَدِمَ مُعَاوِيَةُ حَاجًّا حَجَّتَهُ الْأُولَى وَهُوَ خَلِيفَةٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا
الأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَأَنْكَرَهَا أَهْلُ الشَّامِ وَقَالُوا : مَنْ
هَذَا الْمُنَافِقُ الَّذِي يُقَصِّرُ بِتَحِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟
فَبَرَكَ عُثْمَانُ عَلَى رُكْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
إِنَّ هَؤُلاَءِ أَنْكَرُوا عَلَيَّ أَمْرًا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ ،
فَوَاللَّهِ لَقَدْ حَيَّيْتُ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ، فَمَا
أَنْكَرَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِمَنْ تَكَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
: عَلَى رِسْلِكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ بَعْضُ مَا يَقُولُ ، وَلَكِنَّ أَهْلَ
الشَّامِ قَدْ حَدَثَتْ هَذِهِ الْفِتَنُ ، قَالُوا : لاَ تُقَصَّرُ عِنْدَنَا
تَحِيَّةُ خَلِيفَتِنَا ، فَإِنِّي إِخَالُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ
تَقُولُونَ لِعَامِلِ الصَّدَقَةِ : أَيُّهَا الأمِيرُ.
1025- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَمَا
سَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
1026- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ
الضَّبِّيِّ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ قَالَ : إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ مَنْ
سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ بِالْكُوفَةِ ، خَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ
مِنْ بَابِ الرَّحَبَةِ ، فَفَجَأَهُ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ ، زَعَمُوا أَنَّهُ : أَبُو قُرَّةَ
الْكِنْدِيُّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا
الأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَكَرِهَهُ ، فَقَالَ :
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ ، هَلْ أَنَا إِلاَّ مِنْهُمْ ، أَمْ لاَ ؟ قَالَ سِمَاكٌ : ثُمَّ
أَقَرَّ بِهَا بَعْدُ.
1027- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عُبَيْدٍ
، بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرٍ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى رُوَيْفِعٍ ، وَكَانَ أَمِيرًا
عَلَى أَنْطَابُلُسَ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ ،
فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ ، فَقَالَ لَهُ رُوَيْفِعٌ :
لَوْ سَلَّمْتَ عَلَيْنَا لَرَدَدْنَا عَلَيْكَ السَّلاَمَ ، وَلَكِنْ إِنَّمَا
سَلَّمْتَ عَلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ ، وَكَانَ مَسْلَمَةُ عَلَى مِصْرَ ،
اذْهَبْ إِلَيْهِ فَلْيَرُدَّ عَلَيْكَ السَّلاَمَ.
قَالَ زِيَادٌ : وَكُنَّا إِذَا جِئْنَا فَسَلَّمْنَا
وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ قُلْنَا : السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى النَّائِمِ
1028- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ
: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا
لاَ يُوقِظُ نَائِمًا ، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ.
بَابُ حَيَّاكَ اللَّهُ
1029- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ : حَيَّاكَ اللَّهُ
مِنْ مَعْرِفَةٍ.
بَابُ
مَرْحَبًا
1030- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ
مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَرْحَبًا
بِابْنَتِي ، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ.
1031- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَعَرَفَ صَوْتَهُ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ.
بَابُ كَيْفَ رَدُّ السَّلامِ ؟
1032- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ بَيْنَ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ ، إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ مِنَ أَجْلَفِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ
فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : وَعَلَيْكُمُ.
1033- حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ
إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ يَقُولُ
: وَعَلَيْكَ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
1034- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَقَالَتْ قَيْلَةُ : قَالَ رَجُلٌ :
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
1035- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ
: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ
بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، مِمَّنْ
أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ غِفَارٍ.
1036- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ
أَبُو سَلَمَةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَا عَائِشُ ، هَذَا جِبْرِيلُ ، وَهُوَ يَقْرَأُ
عَلَيْكِ السَّلاَمَ ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ ، تَرَى مَا لاَ أَرَى . تُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم.
1037- حَدَّثَنَا مَطَرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ
قَالَ : حَدَّثَنَا بِسْطَامٌ قَالَ
: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ قَالَ : قَالَ لِي
أَبِي : يَا بُنَيَّ ، إِذَا مَرَّ بِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ : السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ ، فَلاَ تَقُلْ : وَعَلَيْكَ ، كَأَنَّكَ تَخُصُّهُ بِذَلِكَ وَحْدَهُ
، فَإِنَّهُ لَيْسَ وَحْدَهُ ، وَلَكِنْ قُلِ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
بَابُ
مَنْ لَمْ يَرُدَّ السَّلامَ
1038- حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قُلْتُ
لِأَبِي ذَرٍّ : مَرَرْتُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ فَسَلَّمْتُ
، فَمَا رَدَّ عَلَيَّ شَيْئًا ؟ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، مَا يَكُونُ عَلَيْكَ
مِنْ ذَلِكَ ؟ رَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، مَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ.
1039- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ السَّلاَمَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، وَضَعَهُ
اللَّهُ فِي الأَرْضِ ، فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ ، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَلَّمَ
عَلَى الْقَوْمِ فَرَدُّوا عَلَيْهِ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلُ دَرَجَةٍ ،
لِأَنَّهُ ذَكَّرَهُمُ السَّلاَمَ ، وَإِنْ لَمْ يُرَدَّ عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ
مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَطْيَبُ.
1040- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : التَّسْلِيمُ تَطَوَّعٌ ، وَالرَّدُّ
فَرِيضَةٌ.
بَابُ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ
1041- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ :
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : الْكَذُوبُ مَنْ كَذَبَ عَلَى يَمِينِهِ ، وَالْبَخِيلُ
مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ ، وَالسَّرُوقُ مَنْ سَرَقَ الصَّلاةَ.
1042- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : أَبْخَلُ النَّاسِ الَّذِي يَبْخَلُ بِالسَّلاَمِ ، وَإِنَّ
أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ بِالدُّعَاءِ.
بَابُ السَّلامِ عَلَى الصِّبْيَانِ
1043- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَيَّارٍ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ بِهِمْ.
1044- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ عَنْبَسَةَ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ
يُسَلِّمُ عَلَى الصِّبْيَانِ فِي الْكُتَّابِ.
بَابُ تَسْلِيمِ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ
1045- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ
هَانِئِ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ تَقُولُ : ذَهَبْتُ إِلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَغْتَسِلُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ قُلْتُ : أُمُّ هَانِئٍ ، قَالَ : مَرْحَبًا.
1046- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ
قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : كُنَّ النِّسَاءُ يُسَلِّمْنَ عَلَى
الرِّجَالِ.
بَابُ
التَّسْلِيمِ عَلَى النِّسَاءِ
1047- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ
أَسْمَاءَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ ،
وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ ، قَالَ بِيَدِهِ إِلَيْهِنَّ بِالسَّلاَمِ ،
فَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ ، إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ
، قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ : نَعُوذُ بِاللَّهِ ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مِنْ
كُفْرَانِ نِعَمِ اللَّهِ ، قَالَ : بَلَى إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا
، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَقُولُ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ
سَاعَةً خَيْرًا قَطُّ ، فَذَلِكَ كُفْرَانُ نِعَمِ اللَّهِ ، وَذَلِكَ كُفْرَانُ
نِعَمِ الْمُنْعِمِينَ.
1048- حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ ، مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي جِوَارِ أَتْرَابٍ لِي ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا
وَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعِمِينَ ، وَكُنْتُ مِنْ أَجْرَئِهِنَّ
عَلَى مَسْأَلَتِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا كُفْرُ
الْمُنْعِمِينَ ؟ قَالَ : لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا مِنْ
أَبَوَيْهَا ، ثُمَّ يَرْزُقُهَا اللَّهُ زَوْجًا ، وَيَرْزُقُهَا مِنْهُ وَلَدًا
، فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَكْفُرُ فَتَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا
قَطُّ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ
1049- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ
سَلْمَانَ ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ
عَبْدِ اللَّهِ جُلُوسًا ، فَجَاءَ آذِنُهُ فَقَالَ : قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ ،
فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَرَأَى النَّاسَ رُكُوعًا فِي
مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ ، وَمَشَيْنَا وَفَعَلْنَا مِثْلَ مَا
فَعَلَ ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُسْرِعٌ فَقَالَ : عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ ، فَلَمَّا
صَلَّيْنَا رَجَعَ ، فَوَلَجَ عَلَى أَهْلِهِ ، وَجَلَسْنَا فِي مَكَانِنَا
نَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَخْرُجَ ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : أَيُّكُمْ
يَسْأَلُهُ ؟ قَالَ طَارِقٌ : أَنَا أَسْأَلُهُ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ ، وَفُشُوُّ
التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ ، وَقَطْعُ
الأَرْحَامِ ، وَفُشُوُّ الْقَلَمِ ، وَظُهُورُ الشَّهَادَةِ بِالزُّورِ ،
وَكِتْمَانُ شَهَادَةِ الْحَقِّ.
1050- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : تُطْعِمُ الطَّعَامَ ،
وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ.
بَابُ : كَيْفَ نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ؟
1051- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَنَسٌ ، أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ ، فَكُنَّ أُمَّهَاتِي يُوَطِّوَنَّنِي
عَلَى خِدْمَتِهِ ، فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ
، فَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ
مَا ابْتَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ،
أَصْبَحَ بِهَا عَرُوسًا ، فَدَعَى الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ، ثُمَّ
خَرَجُوا ، وَبَقِيَ رَهْطٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَأَطَالُوا
الْمُكْثَ ، فَقَامَ فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ لِكَيْ يَخْرُجُوا ، فَمَشَى فَمَشَيْتُ
مَعَهُ ، حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ
خَرَجُوا ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ ، فَإِذَا
هُمْ جُلُوسٌ ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ،
وَظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا
، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهُ السِّتْرَ ،
وَأَنْزَلَ الْحِجَابَ.
بَابُ
الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ
1052- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيِّ ، أَنَّهُ رَكِبَ
إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْدٍ ، أَخِي بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ ،
يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَوْرَاتِ الثَّلاَثِ ، وَكَانَ يَعْمَلُ بِهِنَّ ، فَقَالَ :
مَا تُرِيدُ ؟ فَقُلْتُ : أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ ، فَقَالَ : إِذَا
وَضَعْتُ ثِيَابِي مِنَ الظَّهِيرَةِ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِي
بَلَغَ الْحُلُمَ إِلاَّ بِإِذْنِي ، إِلاَّ أَنْ أَدْعُوَهُ ، فَذَلِكَ إِذْنُهُ
. وَلاَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَتَحَرَّكَ النَّاسُ حَتَّى تُصَلَّى الصَّلاَةُ
. وَلاَ إِذَا صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ وَوَضَعْتُ ثِيَابِي حَتَّى أَنَامَ.
بَابُ أَكْلِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ
1053- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كُنْتُ آكُلُ مَعَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم حَيْسًا ، فَمَرَّ عُمَرُ ، فَدَعَاهُ فَأَكَلَ ، فَأَصَابَتْ
يَدُهُ إِصْبَعِي ، فَقَالَ : حَسِّ ، لَوْ أُطَاعُ فَيَكُنَّ مَا رَأَتْكُنَّ عَيْنٌ
. فَنَزَلَ الْحِجَابُ.
1054- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيُّ ،
عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ مَوْلَى أُمِّ صَبِيَّةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَهِيَ خَوْلَةُ
، وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ : اخْتَلَفَتْ
يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
بَابُ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا غَيْرَ مَسْكُونٍ
1055- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنِي مَعْنٌ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ : إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ غَيْرَ الْمَسْكُونِ فَلْيَقُلِ
: السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.
1056- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} ، وَاسْتَثْنَى
مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ
مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا
تَكْتُمُونَ}.
بَابُ {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ}
1057- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ} ، قَالَ : هِيَ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ
بَابُ
قَوْلِ اللَّهِ : {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ}
1058- حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ
إِذَا بَلَغَ بَعْضُ وَلَدِهِ الْحُلُمَ عَزَلَهُ ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ إِلا
بِإِذْنٍ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّهِ
1059- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ
قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي ؟
فَقَالَ : مَا عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهَا تُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا.
1060- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ نَذِيرٍ يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ
حُذَيْفَةَ فَقَالَ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي ؟ فَقَالَ : إِنْ لَمْ
تَسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا رَأَيْتَ مَا تَكْرَهُ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَبِيهِ
1061- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُوسَى
بْنِ طَلْحَةَ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أُمِّي ، فَدَخَلَ فَاتَّبَعْتُهُ
، فَالْتَفَتَ فَدَفَعَ فِي صَدْرِي حَتَّى أَقْعَدَنِي عَلَى اسْتِي ، قَالَ :
أَتَدْخُلُ بِغَيْرِ إِذْنٍ ؟.
بَابُ
يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَبِيهِ وَوَلَدِهِ
1062- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ،
عَنْ جَابِرٍ قَالَ : يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ عَلَى وَلَدِهِ ، وَأُمِّهِ ، وَإِنْ
كَانَتْ عَجُوزًا ، وَأَخِيهِ ، وَأُخْتِهِ ، وَأَبِيهِ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أُخْتِهِ
1063- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، وَابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُخْتِي ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَأَعَدْتُ
فَقُلْتُ : أُخْتَانِ فِي حِجْرِي ، وَأَنَا أُمَوِّنُهُمَا وَأُنْفِقُ
عَلَيْهِمَا ، أَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَتُحِبُّ أَنْ
تَرَاهُمَا عُرْيَانَتَيْنِ ؟ ثُمَّ قَرَأَ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} إِلَى {ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} ،
قَالَ : فَلَمْ يُؤْمَرْ هَؤُلاَءِ بِالإِذْنِ إِلاَّ فِي هَذِهِ الْعَوْرَاتِ
الثَّلاَثِ ، قَالَ : {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ
فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَالإِذْنُ وَاجِبٌ . زَادَ
ابْنُ جُرَيْجٍ : عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَخِيهِ
1064- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْثَرٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ كُرْدُوسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ عَلَى أَبِيهِ ، وَأُمِّهِ ، وَأَخِيهِ ، وَأُخْتِهِ.
بَابُ
الاسْتِئْذَانِ ثَلاثًا
1065- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ،
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ اسْتَأْذَنَ
عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَلَمْ يُؤَذَنْ لَهُ ، وَكَأَنَّهُ كَانَ مَشْغُولًا
، فَرَجَعَ أَبُو مُوسَى ، فَفَرَغَ عُمَرُ فَقَالَ : أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ؟ إِيذَنُوا لَهُ ، قِيلَ : قَدْ رَجَعَ ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ :
كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ
: تَأْتِينِي عَلَى ذَلِكَ بِالْبَيِّنَةِ ، فَانْطَلَقَ
إِلَى مَجْلِسِ الأَنْصَارِ فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : لاَ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى
هَذَا إِلاَّ أَصْغَرُنَا : أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَذَهَبَ بِأَبِي سَعِيدٍ ،
فَقَالَ عُمَرُ : أَخَفِيَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم ؟ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ ، يَعْنِي الْخُرُوجَ إِلَى
التِّجَارَةِ.
بَابُ الاسْتِئْذَانُ غَيْرُ السَّلامِ
1066- حَدَّثَنَا بَيَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَنْ يَسْتَأْذِنُ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ : لاَ
يُؤْذَنُ لَهُ حَتَّى يَبْدَأَ بِالسَّلامِ.
1067- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ :
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ
عَطَاءً ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : إِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَقُلِ :
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَقُلْ : لاَ ، حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمِفْتَاحِ :
السَّلامِ.
بَابُ
إِذَا نَظَرَ بِغَيْرِ إِذَنٍ تُفْقَأُ عَيْنُهُ
1068- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَوْ اطَّلَعَ رَجُلٌ
فِي بَيْتِكَ ، فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ ، مَا كَانَ عَلَيْكَ
جُنَاحٌ.
1069- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا يُصَلِّي ، فَاطَّلَعَ رَجُلٌ فِي
بَيْتِهِ ، فَأَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، فَسَدَّدَ نَحْوَ عَيْنَيْهِ.
بَابُ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ
1070- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ
سَعْدٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ
، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ
تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ.
1071- وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا جُعِلَ
الإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ.
1072- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : اطَّلَعَ رَجُلٌ
مِنْ خَلَلٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَدَّدَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ ، فَأَخْرَجَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ.
بَابُ إِذَا سَلَّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ فِي
بَيْتِهِ
1073- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
هِلاَلٍ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ
أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ، فَلَمْ
يُؤْذَنْ لِي ثَلاَثًا ، فَأَدْبَرْتُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ
، اشْتَدَّ عَلَيْكَ أَنْ تُحْتَبَسَ عَلَى بَابِي ؟ اعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ
كَذَلِكَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحْتَبَسُوا عَلَى بَابِكَ ، فَقُلْتُ : بَلِ
اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْكَ ثَلاَثًا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَرَجَعْتُ ، فَقَالَ :
مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم ، فَقَالَ : أَسَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ
نَسْمَعْ ؟ لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ لَأَجْعَلَنَّكَ
نَكَالًا ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ جُلُوسًا فِي
الْمَسْجِدِ فَسَأَلْتُهُمْ ، فَقَالُوا : أَوَيَشُكُّ فِي هَذَا أَحَدٌ ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ
مَا قَالَ عُمَرُ ، فَقَالُوا : لاَ يَقُومُ مَعَكَ إِلاَّ أَصْغَرُنَا ، فَقَامَ
مَعِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، أَوْ أَبُو مَسْعُودٍ ، إِلَى عُمَرَ ،
فَقَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ سَعْدَ
بْنَ عُبَادَةَ ، حَتَّى أَتَاهُ فَسَلَّمَ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، ثُمَّ
سَلَّمَ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، فَقَالَ :
قَضَيْنَا مَا عَلَيْنَا ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَأَدْرَكَهُ سَعْدٌ فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا سَلَّمْتَ مِنْ مَرَّةٍ
إِلاَّ وَأَنَا أَسْمَعُ ، وَأَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ
تُكْثِرَ مِنَ السَّلاَمِ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : وَاللَّهِ إِنْ
كُنْتُ لَأَمِينًا عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ :
أَجَلْ ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ.
بَابُ
دُعَاءُ الرَّجُلِ إِذْنُهُ
1074- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَقَدْ أُذِنَ لَهُ.
1075- حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَجَاءَ مَعَ الرَّسُولِ ، فَهُوَ إِذْنُهُ.
1076- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، وَهِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : رَسُولُ
الرَّجُلِ إِلَى الرَّجُلِ إِذْنُهُ.
1077- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَبِي
الْعَلاَنِيَةِ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَلَّمْتُ فَلَمْ
يُؤْذَنْ لِي ، ثُمَّ سَلَّمْتُ فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، ثُمَّ سَلَّمْتُ
الثَّالِثَةَ فَرَفَعْتُ صَوْتِي وَقُلْتُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ
الدَّارِ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَتَنَحَّيْتُ نَاحِيَةً فَقَعَدْتُ ، فَخَرَجَ
إِلَيَّ غُلاَمٌ فَقَالَ : ادْخُلْ ، فَدَخَلْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ :
أَمَا إِنَّكَ لَوْ زِدْتَ لَمْ يُؤْذَنْ لَكَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الأَوْعِيَةِ ،
فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ قَالَ : حَرَامٌ ، حَتَّى سَأَلْتُهُ عَنِ
الْجَفِّ ، فَقَالَ : حَرَامٌ . فَقَالَ مُحَمَّدٌ : يُتَّخَذُ عَلَى رَأْسِهِ إِدَمٌ ،
فَيُوكَأُ.
بَابُ :
كَيْفَ يَقُومُ عِنْدَ الْبَابِ ؟
1078- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْيَحْصِبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ ،
صَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
إِذَا أَتَى بَابًا يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ ، جَاءَ
يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلا انْصَرَفَ.
بَابُ إِذَا اسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ : حَتَّى أَخْرُجَ ،
أَيْنَ يَقْعُدُ ؟
1079- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي ابْنُ شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاهِبَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيَّ يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ
بْنِ حُدَيْجٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا لِي : مَكَانَكَ
حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْكَ ، فَقَعَدْتُ قَرِيبًا مِنْ بَابِهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ
إِلَيَّ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، فَقَالَ :
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمِنَ الْبَوْلِ هَذَا ؟ قَالَ : مِنَ الْبَوْلِ ،
أَوْ مِنْ غَيْرِهِ.
بَابُ
قَرْعِ الْبَابِ
1080- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ
الْمُنْتَصِرِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : إِنَّ أَبْوَابَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم كَانَتْ تُقْرَعُ بِالأظَافِيرِ.
بَابُ إِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ
1081- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، وَأَفْهَمَنِي
بَعْضَهُ عَنْهُ أَبُو حَفْصِ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا
قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ حَنْبَلٍ أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
الْفَتْحِ بِلَبَنٍ وَجِدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ : يَعْنِي
الْبَقْلَ ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى الْوَادِي ، وَلَمْ
أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ ، فَقَالَ : ارْجِعْ ، فَقُلِ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ
، أَأَدْخُلُ ؟ ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ.
قَالَ عَمْرٌو : وَأَخْبَرَنِي أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ
بِهَذَا عَنْ كَلَدَةَ ، وَلَمْ يَقُلْ : سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ.
1082- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ،
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا أَدْخَلَ الْبَصَرَ فَلاَ إِذْنَ لَهُ.
بَابُ
إِذَا قَالَ : أَدْخُلُ ؟ وَلَمْ يُسَلِّمْ
1083- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : إِذَا قَالَ :
أَأَدْخُلُ ؟ وَلَمْ يُسَلِّمْ ، فَقُلْ : لاَ ، حَتَّى تَأْتِيَ بِالْمِفْتَاحِ ،
قُلْتُ : السَّلاَمُ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
1084- قَالَ : وَأَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ
: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ جَاءَ إِلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَأَلِجُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم لِلْجَارِيَةِ : اخْرُجِي فَقُولِي لَهُ : قُلِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ
، أَأَدْخُلُ ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يُحْسِنِ الِاسْتِئْذَانَ ، قَالَ : فَسَمِعْتُهَا
قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيَّ الْجَارِيَةُ فَقُلْتُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَأَدْخُلُ ؟
فَقَالَ : وَعَلَيْكَ ، ادْخُلْ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ : بِأَيِّ شَيْءٍ
جِئْتَ ؟ فَقَالَ : لَمْ آتِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ ، أَتَيْتُكُمْ لِتَعْبُدُوا
اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَتَدَعُوا عِبَادَةَ اللاَّتِ وَالْعُزَّى ،
وَتُصَلُّوا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ ، وَتَصُومُوا فِي
السَّنَةِ شَهْرًا ، وَتَحُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ ، وَتَأْخُذُوا مِنْ مَالِ أَغْنِيَائِكُمْ
فَتَرُدُّوهَا عَلَى فُقَرَائِكُمْ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ مِنَ الْعِلْمِ
شَيْءٌ لاَ تَعْلَمُهُ ؟ قَالَ : لَقَدْ عَلَّمَ اللَّهُ خَيْرًا ، وَإِنَّ مِنَ
الْعِلْمِ مَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ ، الْخَمْسُ لاَ يَعْلَمُهُنَّ
إِلاَّ اللَّهُ : {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ
الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا
تَكْسِبُ غَدًا ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.
بَابُ :
كَيْفَ الاسْتِئْذَانُ ؟
1085- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : اسْتَأْذَنَ
عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ،
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ ؟.
بَابُ مَنْ قَالَ : مَنْ ذَا ؟ فَقَالَ : أَنَا
1086- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ
: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي ،
فَدَقَقْتُ الْبَابَ ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : أَنَا ،
أَنَا ؟ ، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ.
1087- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ ،
وَأَبُو مُوسَى يَقْرَأُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا بُرَيْدَةُ ،
جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : قَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ
دَاوُدَ.
بَابُ إِذَا اسْتَأْذَنَ فَقِيلَ : ادْخُلْ بِسَلامٍ
1088- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
فَاسْتَأْذَنَ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ ، فَقِيلَ : ادْخُلْ بِسَلاَمٍ ، فَأَبَى أَنْ
يَدْخُلَ عَلَيْهِمْ.
بَابُ
النَّظَرِ فِي الدُّورِ
1089- حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ كَثِيرِ
بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا دَخَلَ الْبَصَرُ فَلا إِذْنَ.
1090- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ قَالَ
: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى حُذَيْفَةَ فَاطَّلَعَ وَقَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ
حُذَيْفَةُ : أَمَّا عَيْنُكَ فَقَدْ دَخَلَتْ ، وَأَمَّا اسْتُكَ فَلَمْ تَدْخُلْ.
1090م- وَقَالَ رَجُلٌ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي ؟
قَالَ : إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ رَأَيْتَ مَا يَسُوؤُكَ.
1091- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ
بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى ، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
حَدَّثَهُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى بَيْتَ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَلْقَمَ عَيْنَهُ خَصَاصَةَ الْبَابِ ، فَأَخَذَ
سَهْمًا أَوْ عُودًا مُحَدَّدًا ، فَتَوَخَّى الأَعْرَابِيَّ ، لِيَفْقَأَ عَيْنَ
الأَعْرَابِيِّ ، فَذَهَبَ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ ثَبَتَّ لَفَقَأْتُ
عَيْنَكَ.
1092- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ
التُّجِيبِيِّ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
مَنْ مَلَأَ عَيْنَيْهِ مِنْ قَاعَةِ بَيْتٍ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ ، فَقَدْ
فَسَقَ.
1093- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ : حَدَّثَنِي
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ شُرَيْحٍ ، أَنَّ أَبَا حَيٍّ
الْمُؤَذِّنَ حَدَّثَهُ ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم حَدَّثَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَحِلُّ
لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جَوْفِ بَيْتٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ ،
فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ . وَلاَ يَؤُمُّ قَوْمًا فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ
دُونَهُمْ حَتَّى يَنْصَرِفَ . وَلاَ يُصَلِّي وَهُوَ حَاقِنٌ حَتَّى يَتَخَفَّفَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : أَصَحُّ مَا يُرْوَى فِي
هَذَا الْبَابِ هَذَا الْحَدِيثُ.
بَابُ فَضْلِ مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلامٍ
1094- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ، إِنْ عَاشَ كُفِيَ ، وَإِنْ مَاتَ
دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلاَمٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ،
وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ.
1095- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ : إِذَا دَخَلْتَ
عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً
طَيْبَةً.
قَالَ : مَا رَأَيْتُهُ إِلاَّ يُوجِبُهُ قَوْلُهُ :
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}
بَابُ
إِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ الْبَيْتَ يَبِيتُ فِيهِ
الشَّيْطَانُ
1096- حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ
جَابِرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ
بَيْتَهُ ، فَذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ دُخُولِهِ ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ
، قَالَ الشَّيْطَانُ : لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ
يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ
، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ :
أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ.
بَابُ مَا لا يُسْتَأْذَنُ فِيهِ
1097- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَعْيَنُ الْخُوَارِزْمِيُّ قَالَ : أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ،
وَهُوَ قَاعِدٌ فِي دِهْلِيزِهِ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ
صَاحِبِي وَقَالَ : أَدْخُلُ ؟ فَقَالَ أَنَسٌ : ادْخُلْ ، هَذَا مَكَانٌ لاَ
يَسْتَأْذِنُ فِيهِ أَحَدٌ ، فَقَرَّبَ إِلَيْنَا طَعَامًا ، فَأَكَلْنَا ،
فَجَاءَ بِعُسِّ نَبِيذٍ حُلْوٍ فَشَرِبَ ، وَسَقَانَا.
بَابُ الاسْتِئْذَانِ فِي حَوَانِيتِ السُّوقِ
1098- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ
يَسْتَأْذِنُ عَلَى بُيُوتِ السُّوقِ.
1099- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ :
حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ
: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَأْذِنُ فِي ظُلَّةِ الْبَزَّازِ.
بَابُ :
كَيْفَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى الْفُرْسِ ؟
1100- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَلاَءِ
الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ ، مَوْلَى أُمِّ مِسْكِينٍ بِنْتِ
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : أَرْسَلَتْنِي مَوْلاَتِي إِلَى
أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَجَاءَ مَعِي ، فَلَمَّا قَامَ بِالْبَابِ فقَالَ :
أَنْدَرَايِيمْ ؟ قَالَتْ : أَنْدَرُونْ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّهُ
يَأْتِينِي الزَّوْرُ بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَأَتَحَدَّثُ ؟ قَالَ : تَحَدَّثِي مَا
لَمْ تُوتِرِي ، فَإِذَا أَوْتَرْتِ فَلاَ حَدِيثَ بَعْدَ الْوِتْرِ.
بَابُ إِذَا كَتَبَ الذِّمِّيُّ فَسَلَّمَ ، يُرَدُّ
عَلَيْهِ
1101- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي
ابْنَ عَبَّادٍ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
قَالَ : كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى رُهْبَانٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ ،
فَقِيلَ لَهُ : أَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ كَافِرٌ ؟ قَالَ : إِنَّهُ كَتَبَ إِلَيَّ
فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ.
بَابُ لا يَبْدَأُ أَهْلَ الذِّمَّةِ بِالسَّلامِ
1102- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ ، فَلاَ تَبْدَأُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ،
فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا : وَعَلَيْكُمْ.
(...) - حَدَّثَنَا ابْنُ سَلامٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، مِثْلَهُ . وَزَادَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
1103- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : أَهْلُ الْكِتَابِ لاَ تَبْدَأُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ، وَاضْطَرُّوهُمْ
إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ.
بَابُ مَنْ سَلَّمَ عَلَى الذِّمِّيِّ إِشَارَةً
1104- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصُ
بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ قَالَ : إِنَّمَا سَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الدَّهَاقِينَ
إِشَارَةً.
1105- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَرَّ يَهُودِيٌّ
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، فَرَدَّ أَصْحَابُهُ
السَّلاَمَ ، فَقَالَ : قَالَ : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ
فَاعْتَرَفَ ، قَالَ : رُدُّوا عَلَيْهِ مَا قَالَ.
بَابُ : كَيْفَ الرَّدُّ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ؟
1106- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْيَهُودَ
إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ ، فَإِنَّمَا يَقُولُ : السَّامُ عَلَيْكَ ، فَقُولُوا
: وَعَلَيْكَ.
1107- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : رُدُّوا السَّلاَمَ عَلَى مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا ، أَوْ
نَصْرَانِيًّا ، أَوْ مَجُوسِيًّا ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {وَإِذَا
حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}.
بَابُ
التَّسْلِيمِ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْلِمُ وَالْمُشْرِكُ
1108- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ
عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ ، وَأَرْدَفَ
أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، حَتَّى مَرَّ
بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ
أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلاَطٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَعَبْدَةِ الأَوْثَانِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ.
بَابُ : كَيْفَ يَكْتُبُ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ ؟
1109- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَبَا
سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ : أَرْسَلَ إِلَيْهِ هِرَقْلُ مَلِكُ الرُّومِ ،
ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي أُرْسِلَ بِهِ
مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى ، فَدَفَعَهُ إِلَيَّ هِرَقْلُ
فَقَرَأَهُ ، فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدٍ
عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَّمٌ عَلَى
مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ
، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ
تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ :
{اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
بَابُ
إِذَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ : السَّامُ عَلَيْكُمْ
1110- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ : سَلَّمَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكُمْ ،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَغَضِبَتْ : أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ
: بَلَى قَدْ سَمِعْتُ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِمْ ، نُجَابُ عَلَيْهِمْ ، وَلا
يُجَابُونَ فِينَا.
بَابُ يُضْطَرُّ أَهْلُ الْكِتَابِ فِي الطَّرِيقِ إِلَى
أَضْيَقِهَا
1111- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا لَقِيتُمُ الْمُشْرِكِينَ فِي
الطَّرِيقِ ، فَلاَ تَبْدَأُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى
أَضْيَقِهَا.
بَابُ : كَيْفَ يَدْعُو لِلذِّمِّيِّ ؟
1112- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ
: أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
يَحْيَى بْنَ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيَّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ، أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ هَيْئَتُهُ هَيْئَةُ مُسْلِمٍ ، فَسَلَّمَ
، فَرَدَّ عَلَيْهِ : وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ لَهُ
الْغُلاَمُ : إِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ ، فَقَامَ عُقْبَةُ فَتَبِعَهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ
فَقَالَ : إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ وَبَرَكَاتَهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، لَكِنْ
أَطَالَ اللَّهُ حَيَاتَكَ ، وَأَكْثَرَ مَالَكَ وَوَلَدَكَ.
1113- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ : لَوْ قَالَ لِي فِرْعَوْنُ
: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، قُلْتُ : وَفِيكَ ،
وَفِرْعَوْنُ قَدْ مَاتَ.
1114- وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ دَيْلَمٍ ، عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ : يَرْحَمُكُمُ
اللَّهُ ، فَكَانَ يَقُولُ : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
بَابُ إِذَا سَلَّمَ عَلَى النَّصْرَانِيِّ وَلَمْ
يَعْرِفْهُ
1115- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ : مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِنَصْرَانيٍّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ،
فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ نَصْرَانِيٌّ ، فَلَمَّا عَلِمَ رَجَعَ
إِلَيْهِ فَقَالَ : رُدَّ عَلَيَّ سَلامِي.
بَابُ إِذَا قَالَ : فلانٌ يُقْرِئُكَ السّلامَ
1116- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ لَهَا : جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ ، فَقَالَتْ :
وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
بَابُ
جَوَابِ الْكِتَابِ
1117- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : إِنِّي لَأَرَى لِجَوَابِ الْكِتَابِ حَقًّا كَرَدِّ السَّلامِ.
بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى النِّسَاءِ وَجَوَابِهِنَّ
1118- حَدَّثَنَا ابْنُ رَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَتْنَا
عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ قَالَتْ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ ، وَأَنَا فِي حِجْرِهَا
، وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا مِنْ كُلِّ مِصْرٍ ، فَكَانَ الشُّيُوخُ يَنْتَابُونِي
لِمَكَانِي مِنْهَا ، وَكَانَ الشَّبَابُ يَتَأَخَّوْنِي فَيُهْدُونَ إِلَيَّ ،
وَيَكْتُبُونَ إِلَيَّ مِنَ الأَمْصَارِ ، فَأَقُولُ لِعَائِشَةَ : يَا خَالَةُ ،
هَذَا كِتَابُ فُلاَنٍ وَهَدِيَّتُهُ ، فَتَقُولُ لِي عَائِشَةُ : أَيْ بُنَيَّةُ
، فَأَجِيبِيهِ وَأَثِيبِيهِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكِ ثَوَابٌ أَعْطَيْتُكِ
، فَقَالَتْ : فَتُعْطِينِي.
بَابُ : كَيْفَ يُكْتَبُ صَدْرُ الْكِتَابِ ؟
1119- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ
اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ
وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ.
بَابُ
أَمَّا بَعْدُ
1120- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ
عُمَرَ ، فَرَأَيْتُهُ يَكْتُبُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أَمَّا
بَعْدُ.
1121- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : رَأَيْتُ
رَسَائِلَ مِنْ رَسَائِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، كُلَّمَا انْقَضَتْ
قِصَّةٌ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ.
بَابُ صَدْرِ الرَّسَائِلِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ
1122- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ
زَيْدٍ ، عَنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ
كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ
اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، سَلاَمٌ
عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ
اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ.
1123- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنْ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؟ قَالَ : تِلْكَ صُدُورُ الرَّسَائِلِ.
بَابُ : بِمَنْ يَبْدَأُ فِي الْكِتَابِ ؟
1124- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كَانَتْ لِابْنِ
عُمَرَ حَاجَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ ، فَقَالُوا : ابْدَأْ بِهِ ،
فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى كَتَبَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ،
إِلَى مُعَاوِيَةَ.
1125- وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ
قَالَ : كَتَبْتُ لِابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ ، أَمَّا بَعْدُ : إِلَى فُلانٍ.
1126- وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ
قَالَ : كَتَبَ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ عُمَرَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
، لِفُلاَنٍ ، فَنَهَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ : قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، هُوَ
لَهُ.
1127- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ
أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ كُبَرَاءِ
آلِ زَيْدٍ ، أَنَّ زَيْدًا كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ : لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ.
1128- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، سَمِعْتُهُ
يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُهُ : مِنْ فُلاَنٍ
إِلَى فُلانٍ.
بَابُ :
كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟
1129- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ
: لَمَّا أُصِيبَ أَكْحُلُ سَعْدٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ ، حَوَّلُوهُ
عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا : رُفَيْدَةُ ، وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى ، فَكَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ : كَيْفَ أَمْسَيْتَ ؟ ،
وَإِذَا أَصْبَحَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ فَيُخْبِرُهُ.
1130- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ
قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ ،
قَالَ : وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ
، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي
وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ النَّاسُ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، كَيْفَ
أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ
بَارِئًا ، قَالَ : فَأَخَذَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِيَدِهِ ،
فَقَالَ : أَرَأَيْتُكَ ؟ فَأَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ عَبْدُ الْعَصَا ،
وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى
فِي مَرَضِهِ هَذَا ، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ
الْمَوْتِ ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَلْنَسْأَلْهُ : فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ
، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ :
إِنَّا وَاللَّهِ إِنْ سَأَلْنَاهُ فَمَنَعَنَاهَا لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ
بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم أَبَدًا.
بَابُ
مَنْ كَتَبَ آخِرَ الْكِتَابِ : السّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَكَتَبَ فلانُ بْنُ فُلانٍ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنَ
الشَّهْرِ
1131- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ أَخَذَ
هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَمِنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدٍ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ،
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّكَ تَسْأَلُنِي عَنْ مِيرَاثِ الْجَدِّ وَالإِخْوَةِ ،
فَذَكَرَ الرِّسَالَةَ ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْهُدَى وَالْحِفْظَ وَالتَّثَبُّتَ
فِي أَمْرِنَا كُلِّهِ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَضِلَّ ، أَوْ نَجْهَلَ ، أَوْ
نُكَلَّفَ مَا لَيْسَ لَنَا بِهِ عِلْمٌ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ . وَكَتَبَ
وُهَيْبٌ : يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ.
بَابُ : كَيْفَ أَنْتَ ؟
1132- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
وَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَرَدَّ السَّلاَمَ ، ثُمَّ سَأَلَ عُمَرُ الرَّجُلَ :
كَيْفَ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : هَذَا الَّذِي
أَرَدْتُ مِنْكَ.
بَابُ :
كَيْفَ يُجِيبُ إِذَا قِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟
1133- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَلَمَةَ الْمَكِّيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ :
قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ مِنْ
قَوْمٍ لَمْ يَشْهَدُوا جَنَازَةً ، وَلَمْ يَعُودُوا مَرِيضًا.
1134- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ :
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مُهَاجِرٍ هُوَ الصَّائِغُ ، قَالَ : كُنْتُ أَجْلِسُ
إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمٍ مِنَ
الْحَضْرَمِيِّينَ ، فَكَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : لا
نُشْرِكُ بِاللَّهِ.
1135- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ الْهُذَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ
وَهْبٍ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ : كَمْ أَتَى عَلَيْكَ ؟ قُلْتُ :
أَنَا ابْنُ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ ، قَالَ : أَفَلاَ أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ
سَمِعْتُهُ مِنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُحَارِبِ
خَصَفَةَ ، يُقَالُ لَهُ : عَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ،
وَكَانَ بِسِنِّي يَوْمَئِذٍ وَأَنَا بِسِنِّكَ الْيَوْمَ ، أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ
فِي مَسْجِدٍ ، فَقَعَدْتُ فِي آخِرِ الْقَوْمِ ، فَانْطَلَقَ عَمْرٌو حَتَّى
قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ
: كَيْفَ أَصْبَحْتَ ، أَوْ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا
عَبْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ ، قَالَ : مَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي
تَأْتِينَا عَنْكَ ؟ قَالَ : وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي يَا عَمْرُو ؟ قَالَ :
أَحَادِيثُ لَمْ أَسْمَعْهَا ، قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ أُحَدِّثُكُمْ
بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مَا انْتَظَرْتُمْ بِي جُنْحَ هَذَا اللَّيْلِ ، وَلَكِنْ
يَا عَمْرُو بْنَ صُلَيْعٍ ، إِذَا رَأَيْتَ قَيْسًا تَوَالَتْ بِالشَّامِ فَالْحَذَرَ
الْحَذَرَ ، فَوَاللَّهِ لاَ تَدَعُ قَيْسٌ عَبْدًا لِلَّهِ مُؤْمِنًا إِلاَّ
أَخَافَتْهُ أَوْ قَتَلَتْهُ ، وَاللَّهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِمْ زَمَانٌ لاَ
يَمْنَعُونَ فِيهِ ذَنَبَ تَلْعَةٍ ، قَالَ : مَا يَنْصِبُكَ عَلَى قَوْمِكَ
يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : ذَاكَ إِلَيَّ ، ثُمَّ قَعَدَ.
بَابُ
خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا
1136- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
عَمْرَةَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : أُوذِنَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ بِجِنَازَةٍ
، قَالَ : فَكَأَنَّهُ تَخَلَّفَ حَتَّى أَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ ، ثُمَّ
جَاءَ مَعَهُ ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَسَرَّعُوا عَنْهُ ، وَقَامَ بَعْضُهُمْ
عَنْهُ لِيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ ، فَقَالَ : لاَ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا ، ثُمَّ
تَنَحَّى فَجَلَسَ فِي مَجْلِسٍ وَاسِعٍ.
بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ
1137- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُنْقِذٍ ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : كَانَ أَكْثَرُ جُلُوسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ
مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ ، فَقَرَأَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ سَجْدَةً
بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا إِلاَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ حَلَّ عَبْدُ اللَّهِ حَبْوَتَهُ ثُمَّ سَجَدَ
وَقَالَ : أَلَمْ تَرَ سَجْدَةَ أَصْحَابِكَ ؟ إِنَّهُمْ سَجَدُوا فِي غَيْرِ
حِينِ صَلاةٍ.
بَابُ إِذَا قَامَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ
1138- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا قَامَ
أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ .
بَابُ
الْجُلُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ
1139- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ : أَتَانَا
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ صِبْيَانُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ،
وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ ، وَجَلَسَ فِي الطَّرِيقِ يَنْتَظِرُنِي حَتَّى
رَجَعْتُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ ، فَقَالَتْ : مَا
حَبَسَكَ ؟ فَقُلْتُ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ ،
قَالَتْ : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ : إِنَّهَا سِرٌّ ، قَالَتْ : فَاحْفَظْ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم.
بَابُ التَّوَسُّعِ فِي الْمَجْلِسِ
1140- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ
الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا
وَتَوَسَّعُوا.
بَابُ يَجْلِسُ الرَّجُلُ حَيْثُ انْتَهَى
1141- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ قَالَ :
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : كُنَّا
إِذَا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ انْتَهَى.
بَابُ لا
يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ
1142- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ
بَيْنَ اثْنَيْنِ ، إِلا بِإِذْنِهِمَا.
بَابُ يَتَخَطَّى إِلَى صَاحِبِ الْمَجْلِسِ
1143- حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ :
حَدَّثَنَا النَّضْرُ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ هُوَ صَالِحُ بْنُ
رُسْتُمَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا
طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ
الدَّارَ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ أَخِي ، اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ أَصَابَنِي ،
وَمَنْ أَصَابَ مَعِي ، فَذَهَبْتُ فَجِئْتُ لِأُخْبِرُهُ ، فَإِذَا الْبَيْتُ
مَلْآنُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَخَطَّى رِقَابَهُمْ ، وَكُنْتُ حَدِيثَ السِّنِّ ،
فَجَلَسْتُ ، وَكَانَ يَأْمُرُ إِذَا أَرْسَلَ أَحَدًا بِالْحَاجَةِ أَنْ يُخْبِرَهُ
بِهَا ، وَإِذَا هُوَ مُسَجًّى ، وَجَاءَ كَعْبٌ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ دَعَا
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَيُبْقِيَنَّهُ اللَّهُ وَلَيَرْفَعَنَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ
حَتَّى يَفْعَلَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى ذَكَرَ الْمُنَافِقِينَ فَسَمَّى
وَكَنَّى ، قُلْتُ : أُبَلِّغُهُ مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : مَا قُلْتُ إِلاَّ وَأَنَا
أُرِيدُ أَنْ تُبَلِّغَهُ ، فَتَشَجَّعْتُ فَقُمْتُ ، فَتَخَطَّيْتُ رِقَابَهُمْ
حَتَّى جَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، قُلْتُ : إِنَّكَ أَرْسَلَتْنِي بِكَذَا ،
وَأَصَابَ مَعَكَ كَذَا ، ثَلاَثَةَ عَشَرَ ، وَأَصَابَ كُلَيْبًا الْجَزَّارَ
وَهُوَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ الْمِهْرَاسِ ، وَإنّ َ كَعْبًا يَحْلِفُ بِاللَّهِ بِكَذَا
، فَقَالَ : ادْعُوا كَعْبًا ، فَدُعِيَ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ :
أَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ أَدْعُو ، وَلَكِنْ شَقِيٌّ
عُمَرُ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ.
1144- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ جُلُوسٌ ، يَتَخَطَّى إِلَيْهِ
، فَمَنَعُوهُ ، فَقَالَ : اتْرُكُوا الرَّجُلَ ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ
، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
الْمُسْلِمُ مِنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ
مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ.
بَابُ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَى الرَّجُلِ جَلِيسُهُ
1145- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ :
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ
جَلِيسِي.
1146- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُؤَمَّلٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَكْرَمُ
النَّاسِ عَلَيَّ جَلِيسِي ، أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى يَجْلِسَ
إِلَيَّ.
بَابُ :
هَلْ يُقَدِّمُ الرَّجُلُ رِجْلَهُ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسِهِ ؟
1147- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ
بْنُ مُرَّةَ قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَوَجَدْتُ
عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ جَالِسًا فِي حَلْقَةٍ مَادًّا رِجْلَيْهِ بَيْنَ
يَدَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنِي قَبَضَ رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : تَدْرِي لِأَيِّ
شَيْءٍ مَدَدْتُ رِجْلَيَّ ؟ لَيَجِيءَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَيَجْلِسَ.
بَابُ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ فَيَبْزُقُ
1148- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ : حَدَّثَنِي
زُرَارَةُ بْنُ كَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ ، أَنَّ الْحَارِثَ
بْنَ عَمْرٍو السَّهْمِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم وَهُوَ بِمِنًى ، أَوْ بِعَرَفَاتٍ ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ النَّاسُ ،
وَيَجِيءُ الأَعْرَابُ ، فَإِذَا رَأَوْا وَجْهَهُ قَالُوا : هَذَا وَجْهٌ
مُبَارَكٌ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَغْفِرْ لِي ، فَقَالَ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، فَدُرْتُ فَقُلْتُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، فَدُرْتُ فَقُلْتُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، فَقَالَ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، فَذَهَبَ يَبْزُقُ ، فَقَالَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِهَا
بُزَاقَهُ ، وَمَسَحَ بِهِ نَعْلَهُ ، كَرِهَ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنْ حَوْلِهِ.
بَابُ مَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ
1149- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمَجَالِسِ
بِالصُّعُدَاتِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيَشُقُّ عَلَيْنَا الْجُلُوسُ
فِي بُيُوتِنَا ؟ قَالَ : فَإِنْ جَلَسْتُمْ فَأَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا ،
قَالُوا : وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِدْلاَلُ السَّائِلِ ،
وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَغَضُّ الأَبْصَارِ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ،
وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ.
1150- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ ، قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ ، فَأَعْطُوا
الطَّرِيقَ حَقَّهُ ، قَالُوا :
وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
غَضُّ الْبَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ
عَنِ الْمُنْكَرِ.
بَابُ مَنْ أَدْلَى رِجْلَيْهِ إِلَى الْبِئْرِ إِذَا
جَلَسَ وَكَشَفَ عَنِ السَّاقَيْنِ
1151- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ : خَرَجَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ
لِحَاجَتِهِ ، وَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَائِطَ جَلَسْتُ
عَلَى بَابِهِ ، وَقُلْتُ : لَأَكُونَنَّ الْيَوْمَ بَوَّابَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، وَلَمْ يَأْمُرْنِي ، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَضَى
حَاجَتَهُ وَجَلَسَ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ ، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ،
وَدَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
لِيَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ لِيَدْخُلَ ، فَقُلْتُ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى
أَسْتَأْذِنَ لَكَ ، فَوَقَفَ ، وَجِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ ؟ فَقَالَ : ائْذَنْ
لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَدَخَلَ فَجَاءَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ . فَجَاءَ عُمَرُ
، فَقُلْتُ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَجَاءَ عُمَرُ عَنْ
يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلاَّهُمَا فِي
الْبِئْرِ فَامْتَلَأَ الْقُفُّ ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مَجْلِسٌ . ثُمَّ جَاءَ
عُثْمَانُ ، فَقُلْتُ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
: ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَهَا
بَلاَءٌ يُصِيبُهُ ، فَدَخَلَ فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ مَجْلِسًا ، فَتَحَوَّلَ
حَتَّى جَاءَ مُقَابِلَهُمْ عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ
ثُمَّ دَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ ، فَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَأْتِيَ أَخٌ لِي ،
وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ ، فَلَمْ يَأْتِ حَتَّى قَامُوا.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ
قُبُورَهُمْ ، اجْتَمَعَتْ هَا هُنَا ، وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ.
1152- حَدَّثَنَا عَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : أَثَمَّ لُكَعٌ ؟ أَثَمَّ لُكَعٌ ؟ فَحَبَستْهُ شَيْئًا ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا أَوْ تُغَسِّلُهُ ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ.
بَابُ
إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَقْعُدْ فِيهِ
1153- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلَ مِنَ الْمَجْلِسِ
ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ
مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِيهِ.
بَابُ الأمَانَةِ
1154- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ : خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم يَوْمًا ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْ خِدْمَتِهِ
قُلْتُ : يَقِيلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، فَإِذَا
غِلْمَةٌ يَلْعَبُونَ ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ إِلَى لَعِبِهِمْ ، فَجَاءَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ،
ثُمَّ دَعَانِي فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ ، فَكَانَ فِي فَيْءٍ حَتَّى أَتَيْتُهُ
. وَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي ، فَقَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ قُلْتُ : بَعَثَنِي
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حَاجَةٍ ، قَالَتْ : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ :
إِنَّهُ سِرٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتِ : احْفَظْ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ ، فَمَا حَدَّثْتُ بِتِلْكَ
الْحَاجَةِ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ ، فَلَوْ كُنْتُ مُحَدِّثًا حَدَّثْتُكَ بِهَا.
بَابُ إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا
1155- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ :
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَالِمٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَصِفُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : كَانَ رَبْعَةً ، وَهُوَ إِلَى الطُّوَلِ أَقْرَبُ ، شَدِيدُ
الْبَيَاضِ ، أَسْوَدُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ ، حَسَنُ الثَّغْرِ ، أَهْدَبُ
أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، مُفَاضُ
الْجَبِينِ ، يَطَأُ بِقَدَمِهِ جَمِيعًا ، لَيْسَ لَهَا أَخْمُصُ ، يُقْبِلُ
جَمِيعًا ، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلُ وَلا بَعْدُ.
بَابُ
إِذَا أَرْسَلَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ فَلا يُخْبِرُهُ
1156- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
قَالَ لِي عُمَرُ : إِذَا أَرْسَلْتُكَ إِلَى رَجُلٍ ، فَلاَ تُخْبِرْهُ بِمَا
أَرْسَلْتُكَ إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُعِدُّ لَهُ كِذْبَةً عِنْدَ
ذَلِكَ.
بَابُ هَلْ يَقُولُ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟
1157- حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُحِدَّ
الرَّجُلُ النَّظَرَ إِلَى أَخِيهِ ، أَوْ يُتْبِعَهُ بَصَرَهُ إِذَا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ
، أَوْ يَسْأَلَهُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ، وَأَيْنَ تَذْهَبُ ؟.
1158- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ زُبَيْدٍ قَالَ : مَرَرْنَا عَلَى
أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ ؟ قُلْنَا : مِنْ مَكَّةَ ،
أَوْ مِنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، قَالَ : هَذَا عَمَلُكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ،
قَالَ : أَمَا مَعَهُ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ ؟ قُلْنَا : لاَ ، قَالَ :
اسْتَأْنِفُوا الْعَمَلَ.
بَابُ
مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ
1159- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ صَوَّرَ صُورَةً
كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ وَعُذِّبَ ، وَلَنْ يَنْفُخَ فِيهِ . وَمَنْ
تَحَلَّمَ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَعُذِّبَ ، وَلَنْ
يَعْقِدَ بَيْنَهُمَا ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ مِنْهُ
، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ.
بَابُ الْجُلُوسِ عَلَى السَّرِيرِ
1160- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُضَارِبٍ ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ : وَفَدَ أَبِي إِلَى
مُعَاوِيَةَ ، وَأَنَا غُلاَمٌ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : مَرْحَبًا
مَرْحَبًا ، وَرَجُلٌ قَاعِدٌ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
، مَنْ هَذَا الَّذِي تُرَحِّبُ بِهِ ؟ قَالَ : هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ
، وَهَذَا الْهَيْثَمُ بْنُ الأَسْوَدِ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا فُلاَنٍ ،
مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ ؟ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَهْلَ بَلَدٍ أَسْأَلَ
عَنْ بَعِيدٍ ، وَلاَ أَتْرَكَ لِلْقَرِيبِ مِنْ أَهْلِ بَلَدٍ أَنْتَ مِنْهُ ،
ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ ، ذَاتِ شَجَرٍ وَنَخْلٍ.
1161- حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ :
جَلَسْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى سَرِيرٍ.
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ : كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
فَكَانَ يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ ، فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى
أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ شَهْرَيْنِ
1162- حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ ، وَهُوَ مَعَ الْحَكَمِ أَمِيرٌ بِالْبَصْرَةِ عَلَى السَّرِيرِ ،
يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الْحَرُّ أَبْرَدَ
بِالصَّلاَةِ ، وَإِذَا كَانَ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاةِ.
1163- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ
بْنُ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى
سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشَرِيطٍ ، تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا
لِيفٌ ، مَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ ثَوْبٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
عُمَرُ فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَا يُبْكِيكَ يَا
عُمَرُ ؟ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلاَّ أَكُونَ
أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، فَهُمَا
يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَنْتَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
أَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ ؟
قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّهُ كَذَلِكَ.
1164- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي
رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَهُوَ يَخْطُبُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ
يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ ، لاَ يَدْرِي مَا دِينُهُ ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ وَتَرَكَ
خُطْبَتَهُ ، فَأَتَى بِكُرْسِيٍّ خِلْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا ، قَالَ حُمَيْدٌ :
أُرَاهُ خَشَبًا أَسْوَدَ حَسَبُهُ حَدِيدًا ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ ، فَجَعَلَ
يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَمَّ خُطْبَتَهُ ، آخِرَهَا.
1165- حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ،
عَنْ مُوسَى بْنِ دِهْقَانَ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ جَالِسًا عَلَى سَرِيرِ
عَرُوسٍ ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرُ.
1165م- وَعَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ
قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسًا جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ
عَلَى الأخْرَى.
بَابُ إِذَا رَأَى قَوْمًا يَتَنَاجَوْنَ فَلا يَدْخُلْ
مَعَهُمْ
1166- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدًا
الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ : مَرَرْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَمَعَهُ رَجُلٌ
يَتَحَدَّثُ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِمَا ، فَلَطَمَ فِي صَدْرِي فَقَالَ : إِذَا
وَجَدْتَ اثْنَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ فَلاَ تَقُمُّ مَعَهُمَا ، وَلاَ تَجْلِسْ مَعَهُمَا
، حَتَّى تَسْتَأْذِنَهُمَا ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، إِنَّمَا رَجَوْتُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكُمَا خَيْرًا.
1167- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَنْ تَسَمَّعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ
كَارِهُونَ ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ . وَمَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ كُلِّفَ
أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً.
بَابُ لا
يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ
1168- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : إِذَا كَانُوا ثَلاَثَةً ، فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ
الثَّالِثِ.
بَابُ إِذَا كَانُوا أَرْبَعَةً
1169- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنِي شَقِيقٌ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا كُنْتُمْ
ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ ، فَإِنَّهُ يُحْزِنُهُ ذَلِكَ.
1170- وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ ، قُلْنَا : فَإِنْ كَانُوا أَرْبَعَةً
؟ قَالَ : لا يَضُرُّهُ.
1171- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : لاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الْآخَرِ حَتَّى يَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ ،
مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ.
1172- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إِذَا كَانُوا
أَرْبَعَةً فَلا بَأْسَ.
بَابُ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ
يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقِيَامِ
1173- حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى
قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ ، فَقَالَ : إِنَّكَ
جَلَسْتَ إِلَيْنَا ، وَقَدْ حَانَ مِنَّا قِيَامٌ ، فَقُلْتُ : فَإِذَا شِئْتَ ،
فَقَامَ ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى بَلَغَ الْبَابَ.
بَابُ لا يَجْلِسُ عَلَى حَرْفِ الشَّمْسِ
1174- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي قَيْسٌ ،
عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ ،
فَقَامَ فِي الشَّمْسِ ، فَأَمَرَهُ فَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ.
بَابُ الاحْتِبَاءِ فِي الثَّوْبِ
1175- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ :
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ وَبَيْعَتَيْنِ : نَهَى عَنِ الْمُلاَمَسَةِ ، وَالْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ ،
الْمُلاَمَسَةُ : أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ ، وَالْمُنَابَذَةُ : يَنْبُذُ
الْآخَرُ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ بَيْعَهُمْ عَنْ غَيْرِ نَظَرٍ .
وَاللِّبْسَتَيْنِ اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ ، وَالصَّمَّاءُ : أَنْ يَجْعَلَ طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى
إِحْدَى عَاتِقَيْهِ ، فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ ،
وَاللِّبْسَةُ الْأُخْرَى احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ ، لَيْسَ عَلَى
فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
بَابُ
مَنْ أُلْقِيَ لَهُ وِسَادَةٌ
1176- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ،
عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ :
دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ زَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَحَدَّثَنَا
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي ، فَدَخَلَ عَلَيَّ ، فَأَلْقَيْتُ
لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ ،
وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَقَالَ لِي : أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : خَمْسًا ، قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : سَبْعًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ :
تِسْعًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِحْدَى عَشْرَةَ ، قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : لاَ صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ شَطْرَ الدَّهْرِ
، صِيَامُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ.
1177- حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بُسْرٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى أَبِيهِ ، فَأَلْقَى
لَهُ قَطِيفَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا.
بَابُ الْقُرْفُصَاءِ
1178- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ
: حَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ
، وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ ، وَكَانَتَا رَبِيبَتَيْ قَيْلَةَ ، أَنَّهُمَا
أَخْبَرَتْهُمَا قَيْلَةُ قَالَتْ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَاعِدًا الْقُرْفُصَاءَ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ الْمُتَخَشِّعَ فِي
الْجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنَ الْفَرَقِ.
بَابُ
التَّرَبُّعِ
1179- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ذَيَّالُ
بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، حَدَّثَنِي جَدِّي حَنْظَلَةُ بْنُ حِذْيَمٍ
قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا مُتَرَبِّعًا.
1180- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَعْنٌ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو رُزَيْقٍ ، أَنَّهُ رَأَى عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، جَالِسًا مُتَرَبِّعًا ، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ
عَلَى الْأُخْرَى ، الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى.
1181- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يَجْلِسُ هَكَذَا مُتَرَبِّعًا ، وَيَضَعُ إِحْدَى قَدَمَيْهِ عَلَى الأخْرَى.
بَابُ الاحْتِبَاءِ
1182- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ مُوسَى الْهُجَيْمِيُّ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ
الْهُجَيْمِيِّ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْتَبٍ فِي
بُرْدَةٍ ، وَإِنَّ هُدَّابَهَا لَعَلَى قَدَمَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، أَوْصِنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ ، وَلاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ
الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ لِلْمُسْتَسْقِي مِنْ دَلْوِكَ فِي
إِنَائِهِ ، أَوْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ ، وَإِيَّاكَ
وَإِسْبَالَ الإِزَارِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ ، وَلاَ يُحِبُّهَا اللَّهُ
، وَإِنِ امْرُؤٌ عَيَّرَكَ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلاَ تُعَيِّرْهُ
بِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ ، دَعْهُ يَكُونُ وَبَالُهُ عَلَيْهِ ، وَأَجْرُهُ
لَكَ ، وَلاَ تَسُبَّنَّ شَيْئًا.
قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعْدُ دَابَّةً وَلا إِنْسَانًا.
1183- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنِي
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ نُعَيْمِ
بْنِ الْمُجْمِرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَا رَأَيْتُ حَسَنًا قَطُّ إِلاَّ
فَاضَتْ عَيْنَايَ دُمُوعًا ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
خَرَجَ يَوْمًا ، فَوَجَدَنِي فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَانْطَلَقْتُ
مَعَهُ ، فَمَا كَلَّمَنِي حَتَّى جِئْنَا سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ ، فَطَافَ
فِيهِ وَنَظَرَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ ، حَتَّى جِئْنَا الْمَسْجِدَ ،
فَجَلَسَ فَاحْتَبَى ثُمَّ قَالَ
: أَيْنَ لَكَاعٌ ؟ ادْعُ لِي لَكَاعًا ، فَجَاءَ حَسَنٌ
يَشْتَدُّ فَوَقَعَ فِي حِجْرِهِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ
جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْتَحُ فَاهُ فَيُدْخِلُ فَاهُ فِي فِيهِ
، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ ، فَأَحْبِبْهُ ، وَأَحِبَّ مَنْ
يُحِبُّهُ.
بَابُ مَنْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
1184- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ
قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ
السَّاعَةَ ، وَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ
أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ لاَ تَسْأَلُونِي
عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا ، قَالَ أَنَسٌ
: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ :
سَلُوا ، فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا
، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ ذَلِكَ عُمَرُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : أَوْلَى ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ عُرِضَتْ
عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ ، وَأَنَا أُصَلِّي ،
فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
بَابُ
الاسْتِلْقَاءِ
1185- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُهُ ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ : رَأَيْتُهُ ، قُلْتُ لِابْنِ عُيَيْنَةَ
: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : نَعَمْ مُسْتَلْقِيًا ، وَاضِعًا
إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
1186- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ
، عَنْ أَبِيهَا قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مُسْتَلْقِيًا ،
رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأخْرَى.
بَابُ
الضَّجْعَةِ عَلَى وَجْهِهِ
1187- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنِ ابْنِ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ ، أَنَّ أَبَاهُ
أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا
نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، أَتَانِي آتٍ وَأَنَا نَائِمٌ
عَلَى بَطْنِي ، فَحَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ فَقَالَ : قُمْ ، هَذِهِ ضَجْعَةٌ يُبْغِضُهَا
اللَّهُ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ
عَلَى رَأْسِي.
1188- حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ الْكِنْدِيُّ ، مِنْ
أَهْلِ فِلَسْطِينَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ
مُنْبَطِحًا لِوَجْهِهِ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ : قُمْ ، نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ.
بَابُ لا يَأْخُذُ وَلا يُعْطِي إِلا بِالْيُمْنَى
1189- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ
يَأْكُلُ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ ، وَلاَ يَشْرَبَنَّ بِشِمَالِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ
يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ.
قَالَ : كَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا : ولا يَأْخُذْ
بِهَا ، وَلا يُعْطِي بِهَا.
بَابُ :
أَيْنَ يَضَعُ نَعْلَيْهِ إِذَا جَلَسَ ؟
1190- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ نَهِيكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مِنَ السُّنَّةِ إِذَا
جَلَسَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَيَضَعُهُمَا إِلَى جَنْبِهِ.
بَابُ الشَّيْطَانُ يَجِيءُ بِالْعُودِ وَالشَّيْءِ
يَطْرَحُهُ عَلَى الْفِرَاشِ
1191- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
أُمَامَةَ يَقُولُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي إِلَى فِرَاشِ أَحَدِكُمْ
بَعْدَمَا يَفْرِشُهُ أَهْلُهُ وَيُهَيِّئُونَهُ ، فَيُلْقِي عَلَيْهِ الْعُودَ
أَوِ الْحَجَرَ أَوِ الشَّيْءَ ، لِيُغْضِبَهُ عَلَى أَهْلِهِ ، فَإِذَا وَجَدَ
ذَلِكَ فَلاَ يَغْضَبْ عَلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : لِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.
بَابُ مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ لَهُ سُتْرَةٌ
1192- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي
حَنِيفَةَ هُوَ ابْنُ جَابِرٍ ، عَنْ وَعْلَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَثَّابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ
حِجَابٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.
1193- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رِيَاحٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ قَالَ : جَاءَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ ، فَصَعِدْتُ
بِهِ عَلَى سَطْحٍ أَجْلَحَ ، فَنَزَلَ وَقَالَ : كِدْتُ أَنْ أَبِيتَ اللَّيْلَةَ
وَلاَ ذِمَّةَ لِي.
1194- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ ، عَنْ
زُهَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَنْ بَاتَ عَلَى إِنْجَارٍ فَوَقَعَ مِنْهُ فَمَاتَ ،
بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُّ ، يَعْنِي : يَغْتَلِمُ ،
فَهَلَكَ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.
بَابُ : هَلْ يُدْلِي رِجْلَيْهِ إِذَا جَلَسَ ؟
1195- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : شَهِدَ عِنْدِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ
أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي حَائِطٍ عَلَى قُفِّ
الْبِئْرِ ، مُدَلِّيًا رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ
1196- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ
بَيْتِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي.
1197- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو يَعْلَى قَالَ :
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ
عَطَاءٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ
بَيْتِهِ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، التُّكْلاَنُ عَلَى اللَّهِ ، لا حَوْلَ وَلا
قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
بَابُ
:
هَلْ يُقَدِّمُ الرَّجُلُ رِجْلَهُ بَيْنَ أَيْدِي
أَصْحَابِهِ ، وَهَلْ يَتَّكِئُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ؟
1198- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصَرِيُّ ، أَنَّ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ
سَمِعَهُ يَذْكُرُ ، قَالَ : لَمَّا بَدَأْنَا فِي وِفَادَتِنَا إِلَى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم سِرْنَا ، حَتَّى إِذَا شَارَفْنَا الْقُدُومَ تَلَقَّانَا رَجُلٌ
يُوضِعُ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَقَفَ
فَقَالَ : مِمَّنِ الْقَوْمُ ؟ قُلْنَا : وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ :
مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا ، إِيَّاكُمْ طَلَبْتُ ، جِئْتُ لِأُبَشِّرَكُمْ ،
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالأَمْسِ لَنَا : إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى
الْمَشْرِقِ فَقَالَ : لَيَأْتِيَنَّ غَدًا مَنْ هَذَا الْوَجْهِ ، يَعْنِي :
الْمَشْرِقَ ، خَيْرُ وَفْدِ الْعَرَبِ ، فَبَتُّ أَرُوغُ حَتَّى أَصْبَحْتُ ،
فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ، فَأَمْعَنْتُ فِي الْمَسِيرِ حَتَّى ارْتَفَعَ
النَّهَارُ ، وَهَمَمْتُ بِالرُّجُوعِ ، ثُمَّ رُفِعَتْ رُءُوسُ رَوَاحِلِكُمْ ،
ثُمَّ ثَنَى رَاحِلَتَهُ بِزِمَامِهَا رَاجِعًا يُوضِعُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ ،
حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، فَقَالَ : بِأَبِي
وَأُمِّي ، جِئْتُ أُبَشِّرُكَ بِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ ، فَقَالَ : أَنَّى لَكَ بِهِمْ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : هُمْ أُولاَءِ عَلَى أَثَرِي ، قَدْ أَظَلُّوا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ ، وَتَهَيَّأَ الْقَوْمُ فِي مَقَاعِدِهِمْ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا ، فَأَلْقَى ذَيْلَ رِدَائِهِ تَحْتَ يَدِهِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ ، وَبَسَطَ رِجْلَيْهِ . فَقَدِمَ الْوَفْدُ فَفَرِحَ بِهِمُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ أَمْرَحُوا رِكَابَهُمْ فَرَحًا بِهِمْ ، وَأَقْبَلُوا سِرَاعًا ، فَأَوْسَعَ الْقَوْمُ ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ عَلَى حَالِهِ ، فَتَخَلَّفَ الأَشَجُّ ، وَهُوَ : مُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصَرَ ، فَجَمَعَ رِكَابَهُمْ ثُمَّ أَنَاخَهَا ، وَحَطَّ أَحْمَالَهَا ، وَجَمَعَ مَتَاعَهَا ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَةً لَهُ وَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ وَلَبِسَ حُلَّةً ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي مُتَرَسِّلًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ ، وَصَاحِبُ أَمْرِكُمْ ؟ فَأَشَارُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَيْهِ ، وَقَالَ : ابْنُ سَادَتِكُمْ هَذَا ؟ قَالُوا : كَانَ آبَاؤُهُ سَادَتَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهُوَ قَائِدُنَا إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَشَجُّ أَرَادَ أَنْ يَقْعُدَ مِنْ نَاحِيَةٍ ، اسْتَوَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا قَالَ : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ ، وَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ سُمِّيَ الأَشَجَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، أَصَابَتْهُ حِمَارَةٌ بِحَافِرِهَا وَهُوَ فَطِيمٌ ، فَكَانَ فِي وَجْهِهِ مِثْلُ الْقَمَرِ ، فَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَأَلْطَفَهُ ، وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ ، حَتَّى كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ قَالَ : هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوِدَتِكُمْ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَامُوا سِرَاعًا ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى ثِقَلِهِ فَجَاءُوا بِصُبَرِ التَّمْرِ فِي أَكُفِّهِمْ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ ، فَكَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا ، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صُبْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ فَقَالَ : تُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ : وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصِبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَفَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا مِنْهَا ، وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا.
بَابُ مَا
يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
1199- حَدَّثَنَا مُعَلَّى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ قَالَ :
اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ
نَمُوتُ ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ ، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ : اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا
، وَبِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
1200- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي
سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ :
لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ
إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ
فِي دِينِي وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي وَمَالِي . اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ،
وَآمِنْ رَوْعَاتِي . اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي ،
وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ
أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.
1201- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ
مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : اللَّهُ إِنَّا أَصْبَحْنَا نُشْهِدُكَ
، وَنُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ ، أَنَّكَ
أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، إِلاَّ أَعْتَقَ اللَّهُ رُبُعَهُ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ ، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ نِصْفَهُ مِنَ النَّارِ
، وَمَنْ قَالَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَمْسَى
1202- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ
عَاصِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ ، قَالَ
: قُلِ : اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ
، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ.
1203- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
، عَنْ يَعْلَى ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ . وَقَالَ :
رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، وَقَالَ : شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ.
1204- حَدَّثَنَا خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ
: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْنَا بِمَا
سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةً
فَقَالَ : هَذَا مَا كَتَبَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرْتُ فِيهَا
، فَإِذَا فِيهَا : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا
أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، قُلِ : اللَّهُمَّ
فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، رَبَّ
كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ
الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرُّهُ
إِلَى مُسْلِمٍ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ
1205- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، قَالاَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ
بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا ، وَإِذَا
اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ
مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.
1206- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا وَآوَانَا ، كَمْ مَنْ لا كَافٍّ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ.
1207- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ
: {الم تَنْزِيلُ} وَ : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ}.
قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ : فَهُمَا يَفْضُلاَنِ كُلَّ
سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ بِسَبْعِينَ حَسَنَةً ، وَمَنْ قَرَأَهُمَا كُتِبَ لَهُ
بِهِمَا سَبْعُونَ حَسَنَةً ، وَرُفِعَ بِهِمَا لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً ، وَحُطَّ
بِهِمَا عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيئَةً.
1208- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ
شُمَيْطٍ ، أَوْ سُمَيْطٍ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : النَّوْمُ
عِنْدَ الذِّكْرِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، إِنْ شِئْتُمْ فَجَرِّبُوا ، إِذَا أَخَذَ
أَحَدُكُمْ مَضْجَعَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ فَلْيَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
1209- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ : تَبَارَكَ وَ {الم
تَنْزِيلُ} السَّجْدَةِ.
1210- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدَةُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ ،
فَلْيَحِلَّ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ، فَإِنَّهُ لاَ
يَدْرِي مَا خَلَّفَ فِي فِرَاشِهِ ، وَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، وَلْيَقُلْ
: بِاسْمِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ، فَإِنِ احْتَبَسَتْ نَفْسِي فَارْحَمْهَا ، وَإِنْ
أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ ، أَوْ قَالَ :
عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
1211- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ خَازِمٍ أَبُو بَكْرٍ
النَّخَعِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا
أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ
وَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ
ظَهْرِي إِلَيْكَ ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَنْجَا وَلاَ مَلْجَأَ
مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَنَبِيِّكَ
الَّذِي أَرْسَلْتَ ، قَالَ : فَمَنْ قَالَهُنَّ فِي لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ
عَلَى الْفِطْرَةِ.
1212- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا
أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَرَبَّ
كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ
وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ
فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ،
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ ،
وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ.
بَابُ
فَضْلِ الدُّعَاءِ عِنْدَ النَّوْمِ
1213- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ،
ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَوَجَّهْتُ بِوَجْهِي
إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ،
رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَنْجَا وَلاَ مَلْجَأَ مِنْكَ إِلاَّ
إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي
أَرْسَلْتَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَالَهُنَّ ثُمَّ
مَاتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ.
1214- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ : إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ أَوْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ
ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ ، فَقَالَ الْمَلَكُ : اخْتِمْ بِخَيْرٍ ، وَقَالَ
الشَّيْطَانُ : اخْتِمْ بِشَرٍّ ، فَإِنْ حَمِدَ اللَّهَ وَذَكَرَهُ أَطْرَدَهُ ،
وَبَاتَ يَكْلَؤُهُ ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ
فَقَالاَ مِثْلَهُ ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
رَدَّ إِلَيَّ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِهَا وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ ،
وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا
غَفُورًا} ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى
الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} إِلَى {لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ،
فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا ، وَإِنْ قَامَ فَصَلَّى صَلَّى فِي فَضَائِلَ.
بَابُ
يَضَعُ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ
1215- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ
خَدِّهِ الأَيْمَنِ ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ
عِبَادَكَ.
- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
بَابٌ
1216- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : خَلَّتَانِ لاَ يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ
مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهُمَا يَسِيرٌ ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا
قَلِيلٌ ، قِيلَ : وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : يُكَبِّرُ
أَحَدُكُمْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ
عَشْرًا ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِئَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ
وَخَمْسُمِئَةٍ فِي الْمِيزَانِ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَعُدُّهُنَّ بِيَدِهِ . وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَهُ وَحَمِدَهُ
وَكَبَّرَهُ ، فَتِلْكَ مِئَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ ،
فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِئَةِ
سَيِّئَةٍ ؟ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ لاَ يُحْصِيهِمَا ؟ قَالَ : يَأْتِي
أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلاَتِهِ ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا ،
فَلا يَذْكُرُهُ.
بَابُ
إِذَا قَامَ مِنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَلْيَنْفُضْهُ
1217- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ
دَاخِلَةَ إِزَارِهِ ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ وَلْيُسَمِّ اللَّهَ ،
فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَّفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَإِذَا أَرَادَ
أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ وَلْيَقُلْ :
سُبْحَانَكَ رَبِّي ، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ
أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا
تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ بِاللَّيْلِ
1218- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ قَالَ : كُنْتُ
أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ ، قَالَ
: فَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ
حَمِدَهُ ، وَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ.
بَابُ
مَنْ نَامَ وَبِيَدِهِ غَمَرٌ
1219- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ
نَامَ وَبِيَدِهِ غَمَرٌ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهُ ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ ، فَلا يَلُومَنَّ
إِلا نَفْسَهُ.
1220- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ بَاتَ وَبِيَدِهِ غَمَرٌ ،
فَأَصَابَهُ شَيْءٌ ، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ.
بَابُ إِطْفَاءِ الْمِصْبَاحِ
1221- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ ، وَأَوْكُوا
السِّقَاءَ ، وَأَكْفِئُوا الإِنَاءَ ، وَخَمِّرُوا الإِنَاءَ ، وَأَطْفِئُوا
الْمِصْبَاحَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ غَلَقًا ، وَلاَ يَحُلُّ
وِكَاءً ، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً ، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى
النَّاسِ بَيْتَهُمْ.
1222- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنْ سِمَاكِ
بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَتْ فَأْرَةٌ
فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ ، فَذَهَبَتِ الْجَارِيَةُ تَزْجُرُهَا ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعِيهَا ، فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا عَلَى
الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا ، فَاحْتَرَقَ مِنْهَا مِثْلُ
مَوْضِعِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا نِمْتُمْ
فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى
مِثْلِ هَذَا فَتَحْرِقُكُمْ.
1223- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
نُعْمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ
لَيْلَةٍ ، فَإِذَا فَأْرَةٌ قَدْ أَخَذَتِ الْفَتِيلَةَ ، فَصَعِدَتْ بِهَا إِلَى
السَّقْفِ لِتَحْرِقَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتَ ، فَلَعَنَهَا النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم وَأَحَلَّ قَتْلَهَا لِلْمُحْرِمِ.
بَابُ لاَ تُتْرَكُ النَّارُ فِي الْبَيْتِ حِينَ
يَنَامُونَ
1224- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ
حِينَ تَنَامُونَ.
1225- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْهَادِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّارَ
عَدُوٌّ فَاحْذَرُوهَا.
فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتْبَعُ نِيرَانَ أَهْلِهِ
وَيُطْفِئُهَا قَبْلَ أَنْ يَبِيتَ.
1226- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا نَافِعُ
بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لاَ تَتْرُكُوا
النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّهَا عَدُوٌّ.
1227- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : احْتَرَقَ بِالْمَدِينَةِ بَيْتٌ
عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَحُدِّثَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ النَّارَ عَدُوٌّ لَكُمْ ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا
عَنْكُمْ.
بَابُ التَّيَمُّنِ بِالْمَطَرِ
1228- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ
يَقُولُ : يَا جَارِيَةُ ، أَخْرِجِي سَرْجِي ، أَخْرِجِي ثِيَابِي ، وَيَقُولُ : {وَنَزَّلْنَا
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا}.
بَابُ تَعْلِيقِ السَّوْطِ فِي الْبَيْتِ
1229- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ
قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو الْمُغِيرَةِ ، عَنْ دَاوُدَ
بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم أَمَرَ بِتَعْلِيقِ السَّوْطِ فِي الْبَيْتِ.
بَابُ
غَلْقِ الْبَابِ بِاللَّيْلِ
1230- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْقَاعُ بْنُ
حَكِيمٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ هُدُوءِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ
لاَ يَدْرِي مَا يَبُثُّ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ ، غَلِّقُوا الأَبْوَابَ ،
وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَكْفِئُوا الإِنَاءَ ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ.
بَابُ ضَمِّ الصِّبْيَانِ عِنْدَ فَوْرَةِ الْعِشَاءِ
1231- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كُفُوًا صِبْيَانَكُمْ
حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ ، أَوْ فَوْرَةُ ، الْعِشَاءِ ، سَاعَةَ تَهَبُّ
الشَّيَاطِينُ.
بَابُ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِمِ
1232- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُحَرِّشَ
بَيْنَ الْبَهَائِمِ.
بَابُ نُبَاحِ الْكَلْبِ وَنَهِيقِ الْحِمَارِ
1233- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَقِلُّوا الْخُرُوجَ
بَعْدَ هُدُوءٍ ، فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ يَبُثُّهُنَّ ، فَمَنْ سَمِعَ نُبَاحَ الْكَلْبِ
، أَوْ نُهَاقَ حِمَارٍ ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لا تَرَوْنَ.
1234- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ أَوْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ
اللَّيْلِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَالاَ تَرَوْنَ ،
وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ،
وَغَطُّوا الْجِرَارَ ، وَأَوْكِئُوا الْقِرَبَ وَأَكْفِئُوا الآنِيَةَ.
1235- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .
قَالَ ابْنُ الْهَادِ : وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : أَقِلُّوا الْخُرُوجَ بَعْدَ
هُدُوءٍ ، فَإِنَّ لِلَّهِ خَلْقًا يَبُثُّهُمْ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ
أَوْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ ، فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ.
بَابُ إِذَا سَمِعَ الدِّيَكَةَ
1236- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ هُرْمُزَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَنَّهُ قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ مِنَ اللَّيْلِ ،
فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، فَسَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ
نُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا ،
فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ.
بَابُ لا
تَسُبُّوا الْبُرْغُوثَ
1237- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلًا لَعَنَ بُرْغُوثًا
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : لاَ تَلْعَنْهُ ، فَإِنَّهُ
أَيْقَظَ نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ لِلصَّلاةِ.
بَابُ الْقَائِلَةِ
1238- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ السَّائِبِ ، عَنْ عُمَرَ قَالَ : رُبَّمَا قَعَدَ
عَلَى بَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ
قَالَ : قُومُوا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِلشَّيْطَانِ ، ثُمَّ لاَ يَمُرُّ عَلَى
أَحَدٍ إِلاَّ أَقَامَهُ ، قَالَ : ثُمَّ بَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ قِيلَ :
هَذَا مَوْلَى بَنِي الْحَسْحَاسِ يَقُولُ الشِّعْرَ ، فَدَعَاهُ فَقَالَ : كَيْفَ
قُلْتَ ؟ فَقَالَ : وَدِّعْ سُلَيْمَى إِنْ تَجَهَّزْتَ غَازِيَا كَفَى الشَّيْبُ
وَالإِسْلاَمُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا ، فَقَالَ : حَسْبُكَ ، صَدَقْتَ صَدَقْتَ.
1239- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ
: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
حَزْمٍ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ يَمُرُّ بِنَا نِصْفَ النَّهَارِ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ ، فَيَقُولُ : قُومُوا
فَقِيلُوا ، فَمَا بَقِيَ فَلِلشَّيْطَانِ.
1240- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ
حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانُوا يَجْمَعُونَ ، ثُمَّ يَقِيلُونَ.
1241- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ أَنَسٌ : مَا كَانَ لِأَهْلِ
الْمَدِينَةِ شَرَابٌ ، حَيْثُ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ، أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ مِنَ
التَّمْرِ وَالْبُسْرِ ، فَإِنِّي لَأَسْقِي أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم ، وَهُمْ عِنْدَ أَبِي طَلْحَةَ ، مَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ
الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ، فَمَا قَالُوا : مَتَى ؟ أَوْ حَتَّى نَنْظُرَ ،
قَالُوا : يَا أَنَسُ ، أَهْرِقْهَا ، ثُمَّ قَالُوا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى
أَبْرَدُوا وَاغْتَسَلُوا ، ثُمَّ طَيَّبَتْهُمْ أُمُّ سُلَيْمٍ ، ثُمَّ رَاحُوا
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا الْخَبَرُ كَمَا قَالَ الرَّجُلُ.
قَالَ أَنَسٌ : فَمَا طَعِمُوهَا بَعْدُ.
بَابُ نَوْمِ آخِرِ النَّهَارِ
1242- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ
عُبَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ خُرْقٌ ، وَأَوْسَطُهُ خُلْقٌ ، وَآخِرُهُ حُمْقٌ.
بَابُ الْمَأْدُبَةِ
1243- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ : سَمِعْتُ مَيْمُونًا يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ
قَالَ : سَأَلْتُ نَافِعًا : هَلْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْعُو لِلْمَأْدُبَةِ ؟
قَالَ : لَكِنَّهُ انْكَسَرَ لَهُ بَعِيرٌ مَرَّةً فَنَحَرْنَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : احْشُرْ عَلَيَّ
الْمَدِينَةَ ، قَالَ نَافِعٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَلَى
أَيِّ شَيْءٍ ؟ لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ،
هَذَا عُرَاقٌ ، وَهَذَا مَرَقٌ ، أَوْ قَالَ : مَرَقٌ وَبَضْعٌ ، فَمَنْ شَاءَ
أَكَلَ ، وَمَنْ شَاءَ وَدَعَ.
بَابُ
الْخِتَانِ
1244- أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه
وسلم بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً ، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ : يَعْنِي مَوْضِعًا.
بَابُ خَفْضِ الْمَرْأَةِ
1245- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَتْنَا عَجُوزٌ مِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ جَدَّةُ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ
الْمُهَاجِرِ قَالَتْ : سُبِيتُ فِي جَوَارِي مِنَ الرُّومِ ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا
عُثْمَانُ الإِسْلاَمَ ، فَلَمْ يُسْلِمْ مِنَّا غَيْرِي وَغَيْرُ أُخْرَى ،
فَقَالَ عُثْمَانُ : اذْهَبُوا فَاخْفِضُوهُمَا ، وَطَهِّرُوهُمَا.
بَابُ الدَّعْوَةِ فِي الْخِتَانِ
1246- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي
سَالِمٌ قَالَ : خَتَنَنِي ابْنُ عُمَرَ أَنَا وَنُعَيْمًا ، فَذَبَحَ عَلَيْنَا
كَبْشًا ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّا لَنَجْذَلُ بِهِ عَلَى الصِّبْيَانِ أَنْ
ذَبَحَ عَنَّا كَبْشًا.
بَابُ
اللَّهْوِ فِي الْخِتَانِ
1247- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ
وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ ، أَنَّ أُمَّ
عَلْقَمَةَ أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّ بَنَاتَ أَخِي عَائِشَةَ اخْتُتِنَّ ، فَقِيلَ
لِعَائِشَةَ : أَلاَ نَدْعُو لَهُنَّ مَنْ يُلْهِيهِنَّ ؟ قَالَتْ : بَلَى .
فَأَرْسَلْتُ إِلَى عَدِيٍّ فَأَتَاهُنَّ ، فَمَرَّتْ عَائِشَةُ فِي الْبَيْتِ
فَرَأَتْهُ يَتَغَنَّى وَيُحَرِّكُ رَأْسَهُ طَرَبًا ، وَكَانَ ذَا شَعْرٍ كَثِيرٍ
، فَقَالَتْ : أُفٍّ ، شَيْطَانٌ ، أَخْرِجُوهُ ، أَخْرِجُوهُ.
بَابُ دَعْوَةِ الذِّمِّيِّ
1248- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى
عُمَرَ قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الشَّامَ أَتَاهُ
الدِّهْقَانُ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكَ
طَعَامًا ، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي بِأَشْرَافِ مَنْ مَعَكَ ، فَإِنَّهُ
أَقْوَى لِي فِي عَمَلِي ، وَأَشْرَفُ لِي ، قَالَ : إِنَّا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْخُلَ
كَنَائِسَكُمْ هَذِهِ مَعَ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا.
بَابُ خِتَانِ الإمَاءِ
1249- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَتْنَا عَجُوزٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ
جَدَّةُ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُهَاجِرِ قَالَتْ
: سُبِيتُ وَجَوَارِي مِنَ الرُّومِ ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ الإِسْلاَمَ ،
فَلَمْ يُسْلِمْ مِنَّا غَيْرِي وَغَيْرُ أُخْرَى ، فَقَالَ : اخْفِضُوهُمَا ، وَطَهِّرُوهُمَا
فَكُنْتُ أَخْدُمُ عُثْمَانَ.
بَابُ
الْخِتَانِ لِلْكَبِيرِ
1250- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ صلى الله
عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ
ثَمَانِينَ سَنَةً.
قَالَ سَعِيدٌ : إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ ، وَأَوَّلُ
مَنْ أَضَافَ ، وَأَوَّلُ مَنْ قَصَّ الشَّارِبَ ، وَأَوَّلُ مَنْ قَصَّ الظُّفُرَ
، وَأَوَّلُ مَنْ شَابَ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : وَقَارٌ ،
قَالَ : يَا رَبِّ ، زِدْنِي وَقَارًا.
1251- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي
الذَّيَّالِ ، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ :
أَمَا تَعْجَبُونَ لِهَذَا ؟ يَعْنِي : مَالِكَ بْنَ الْمُنْذِرِ عَمَدَ إِلَى شُيُوخٍ
مِنْ أَهْلِ كَسْكَرَ أَسْلَمُوا ، فَفَتَّشَهُمْ فَأَمَرَ بِهِمْ فَخُتِنُوا ،
وَهَذَا الشِّتَاءُ ، فَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَهُمْ مَاتَ ، وَلَقَدْ أَسْلَمَ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّومِيُّ وَالْحَبَشِيُّ فَمَا
فُتِّشُوا عَنْ شَيْءٍ.
1252- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْأُوَيْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ يُونُسَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ أُمِرَ بِالِاخْتِتَانِ
وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا.
بَابُ الدَّعْوَةِ فِي الْوِلادَةِ
1253- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْعُمَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ
كَعْبٍ الْعَكِّيِّ قَالَ : زُرْنَا يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ فِي قَرْيَتِهِ ، أَنَا
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَرِيرٍ ، وَمُوسَى بْنُ
يَسَارٍ ، فَجَاءَنَا بِطَعَامٍ ، فَأَمْسَكَ مُوسَى ، وَكَانَ صَائِمًا ، فَقَالَ
يَحْيَى : أَمَّنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُكَنَّى أَبَا قِرْصَافَةَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً ، يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ، فَوُلِدَ لِأَبِي غُلاَمٌ ،
فَدَعَاهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَصُومُ فِيهِ فَأَفْطَرَ ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ
فَكَنَسَهُ بِكِسَائِهِ ، وَأَفْطَرَ مُوسَى قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : أَبُو
قِرْصَافَةَ اسْمُهُ جَنْدَرَةُ بْنُ خَيْشَنَةَ.
بَابُ
تَحْنِيكِ الصَّبِيِّ
1254- حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : ذَهَبْتُ بِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ وُلِدَ ،
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ ، فَقَالَ
: مَعَكَ تَمَرَاتٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ فَلاَكَهُنَّ ،
ثُمَّ فَغَرَ فَا الصَّبِيِّ ، وَأَوْجَرَهُنَّ إِيَّاهُ ، فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : حُبَّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ ،
وَسَمَّاهُ : عَبْدَ اللَّهِ.
بَابُ الدُّعَاءِ فِي الْوِلادَةِ
1255- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَزْمٌ قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ
يَقُولُ : لَمَّا وُلِدَ لِي إِيَاسٌ دَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمْتُهُمْ ، فَدَعَوْا ، فَقُلْتُ : إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ
فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا دَعَوْتُمْ ، وَإِنِّي إِنْ أَدْعُو بِدُعَاءٍ
فَأَمِّنُوا ، قَالَ : فَدَعَوْتُ لَهُ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ فِي دِينِهِ وَعَقْلِهِ
وَكَذَا ، قَالَ : فَإِنِّي لَأَتَعَرَّفُ فِيهِ دُعَاءَ يَوْمِئِذٍ.
بَابُ
مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عِنْدَ الْوِلاَدَةِ إِذَا كَانَ
سَوِيًّا وَلَمْ يُبَالِ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى
1256- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ ، سَمِعَ كَثِيرَ بْنَ عُبَيْدٍ قَالَ :
كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذَا وُلِدَ فِيهِمْ مَوْلُودٌ ،
يَعْنِي : فِي أَهْلِهَا ، لاَ تَسْأَلُ : غُلاَمًا وَلاَ جَارِيَةً ، تَقُولُ :
خُلِقَ سَوِيًّا ؟ فَإِذَا قِيلَ : نَعَمْ ، قَالَتِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بَابُ حَلْقِ الْعَانَةِ
1257- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجِرْمِيُّ
قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : قَصُّ الشَّارِبِ
، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ،
وَالسِّوَاكُ.
بَابُ الْوَقْتِ فِيهِ
1258- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي
رَوَّادٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُقَلِّمُ
أَظَافِيرَهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَيَسْتَحِدُّ فِي كُلِّ
شَهْرٍ.
بَابُ
الْقِمَارِ
1259- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ
سُهَيْلٍ الْبُرْجُمِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ : نَزَلَ بِي
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ
يُقَالُ : أَيْنَ أَيْسَارُ الْجَزُورِ ؟ فَيَجْتَمِعُ الْعَشَرَةُ ، فَيَشْتَرُونَ
الْجَزُورَ بِعَشَرَةِ فِصْلاَنٍ إِلَى الْفِصَالِ ، فَيُجِيلُونَ السِّهَامَ ،
فَتَصِيرُ لَتِسْعَةٍ ، حَتَّى تَصِيرَ إِلَى وَاحِدٍ ، وَيَغْرَمُ الْآخَرُونَ
فَصِيلًا فَصِيلًا ، إِلَى الْفِصَالِ فَهُوَ الْمَيْسِرُ.
1260- حَدَّثَنَا الْأُوَيْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : الْمَيْسِرُ : الْقِمَارُ.
بَابُ قِمَارُ الدِّيكِ
1261- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنِي مَعْنٌ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَجُلَيْنِ
اقْتَمَرَا عَلَى دِيكَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَتْلِ
الدِّيَكَةِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : أَتَقْتُلُ أُمَّةً تُسَبِّحُ ؟
فَتَرَكَهَا.
بَابُ مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ : تَعَالَ أُقَامِرْكَ
1262- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي
حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ :
بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى ، فَلْيَقُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ
: تَعَالَ أُقَامِرْكَ ، فَلْيَتَصَدَّقْ.
بَابُ
قِمَارِ الْحَمَامِ
1263- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ الْعُمَرِيِّ
، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ :
إِنَّا نَتَرَاهَنُ بِالْحَمَامَيْنِ ، فَنَكْرَهُ أَنْ نَجْعَلَ بَيْنَهُمَا مُحَلِّلًا
تَخَوُّفَ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ الْمُحَلِّلُ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : ذَلِكَ
مِنْ فِعْلِ الصِّبْيَانِ ، وَتُوشِكُونَ أَنْ تَتْرُكُوهُ.
بَابُ الْحُدَاءِ لِلنِّسَاءِ
1264- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ،
أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يَحْدُو بِالرِّجَالِ ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ
يَحْدُو بِالنِّسَاءِ ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم : يَا أَنْجَشَةُ ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
بَابُ الْغِنَاءِ
1265- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} ، قَالَ : الْغِنَاءُ وَأَشْبَاهُهُ.
1266- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا قِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا ،
وَالأَشَرَةُ شَرٌّ.
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : الأشَرَةُ : الْعَبَثُ.
1267- حَدَّثَنَا عِصَامٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَرِيزٌ ،
عَنْ سَلْمَانَ الأَلَهَانِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَكَانَ
مَجْمَعًا مِنَ الْمُجَامِعِ ، فَبَلَغَهُ أَنَّ أَقْوَامًا يَلْعَبُونَ
بِالْكُوبَةِ ، فَقَامَ غَضْبَانًا يَنْهَى عَنْهَا أَشَدَّ النَّهْيِ ، ثُمَّ
قَالَ : أَلاَ إِنَّ اللاَّعِبَ بِهَا لَيَأْكُلُ قَمْرَهَا كَآكِلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ
، وَمُتَوَضِّئٍ بِالدَّمِ.
يَعْنِي بِالْكُوبَةِ : النَّرْدَ.
بَابُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَى أَصْحَابِ النَّرْدِ
1268- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ الْحَكَمِ الْقَاضِي قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ عَلِيٌّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ الْقَصْرِ ، فَرَأَى أَصْحَابَ
النَّرْدِ انْطَلَقَ بِهِمْ فَعَقَلَهُمْ مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى اللَّيْلِ ،
فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْقَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ . قَالَ : وَكَانَ الَّذِي يُعْقَلُ
إِلَى اللَّيْلِ هُمُ الَّذِينَ يُعَامِلُونَ بِالْوَرِقِ ، وَكَانَ الَّذِي
يُعْقَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ الَّذِينَ يَلْهُونَ بِهَا ، وَكَانَ يَأْمُرُ
أَنْ لا يُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ.
بَابُ إِثْمِ مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ
1269- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
1270- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
قَالَ : إِيَّاكُمْ وَهَاتَيْنِ الْكَعْبَتَيْنِ الْمَوْسُومَتَيْنِ اللَّتَيْنِ
يُزْجَرَانِ زَجْرًا ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْمَيْسِرِ.
1271- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، وَقَبِيصَةُ
، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ
لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ
وَدَمِهِ.
1272- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، وَمَالِكُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى
اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
بَابُ الأَدَبِ وَإِخْرَاجِ الَّذِينَ يَلْعَبُونَ
بِالنَّرْدِ وَأَهْلِ الْبَاطِلِ
1273- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا وَجَدَ
أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ضَرَبَهُ ، وَكَسَرَهَا.
1274- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ أَهْلَ بَيْتٍ فِي دَارِهَا ، كَانُوا سُكَّانًا
فِيهَا ، عِنْدَهُمْ نَرْدٌ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ : لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوهَا
لَأُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ دَارِي ، وَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ.
1275- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ
بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : خَطَبَنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ
فَقَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ، بَلَغَنِي عَنْ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَلْعَبُونَ
بِلُعْبَةٍ يُقَالُ لَهَا : النَّرْدَشِيرُ ، وَكَانَ أَعْسَرَ ، قَالَ اللَّهُ :
{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ}
، وَإِنِّي
أَحْلِفُ بِاللَّهِ : لاَ أُوتَى بِرَجُلٍ لَعِبَ بِهَا إِلاَّ عَاقَبْتُهُ فِي
شَعْرِهِ وَبَشَرِهِ ، وَأَعْطَيْتُ سَلَبَهُ لِمَنْ أَتَانِي بِهِ.
1276- حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْحَنَفِيِّ هُوَ
الطَّنَافِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْلَى أَبُو مُرَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ فِي الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ قِمَارًا : كَالَّذِي يَأْكُلُ
لَحْمَ الْخِنْزِيرِ ، وَالَّذِي يَلْعَبُ بِهِ مِنْ غَيْرِ الْقِمَارِ كَالَّذِي
يَغْمِسُ يَدَهُ فِي دَمِ خِنْزِيرٍ ، وَالَّذِي يَجْلِسُ عِنْدَهَا يَنْظُرُ
إِلَيْهَا كَالَّذِي يَنْظُرُ إِلَى لَحْمِ الْخِنْزِيرِ.
1277- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ :
اللاَّعِبُ بِالْفُصَّيْنِ قِمَارًا كَآكِلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، وَاللاَّعِبُ
بِهِمَا غَيْرَ قِمَارٍ كَالْغَامِسِ يَدَهُ فِي دَمِ خِنْزِيرٍ.
بَابُ لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ
1278- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ
مَرَّتَيْنِ.
بَابُ
مَنْ رَمَى بِاللَّيْلِ
1279- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي
سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.
1280- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا.
1281- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا.
بَابُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ
جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً
1282- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ
رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا
حَاجَةً.
بَابُ
مَنِ امْتَخَطَ فِي ثَوْبِهِ
1283- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ تَمَخَّطَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ قَالَ : بَخٍ بَخٍ ، أَبُو
هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ ، رَأَيْتُنِي أُصْرَعُ بَيْنَ حُجْرَةِ
عَائِشَةَ وَالْمِنْبَرِ ، يَقُولُ النَّاسُ : مَجْنُونٌ ، وَمَا بِي إِلا
الْجُوعُ.
بَابُ الْوَسْوَسَةِ
1284- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
: قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا نَجِدُ فِي
أَنْفُسِنَا شَيْئًا مَا نُحِبُّ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ وَإِنَّ لَنَا مَا
طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، قَالَ : أَوَ قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ ؟ قَالُوا :
نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإيمَانِ.
1285- وَعَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِي عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ
أَحَدَنَا يَعْرُضُ فِي صَدْرِهِ مَا لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ ،
وَلَوْ ظَهَرَ لَقُتِلَ بِهِ ، قَالَ
: فَكَبَّرَتْ ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَتْ : سُئِلَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ
مِنْ أَحَدِكُمْ فَلْيُكَبِّرْ ثَلاَثًا ، فَإِنَّهُ لَنْ يُحِسَّ ذَلِكَ إِلا
مُؤْمِنٌ.
1286- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيِّ قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مَرْزُبَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ
يَسْأَلُونَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، حَتَّى يَقُولُوا : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ
شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ.
بَابُ
الظَّنِّ
1287- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِيَّاكُمْ وَ الظَّنَّ ،
فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَنَافَسُوا ، وَلاَ
تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ
إِخْوَانًا.
1288- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ ،
إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا
فُلاَنُ ، إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلاَنَةٌ ، قَالَ : مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ
فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ ، قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ
آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ.
1289- حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَخُو عُبَيْدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : مَا يَزَالُ
الْمَسْرُوقُ مِنْهُ يَتَظَنَّى حَتَّى يَصِيرَ أَعْظَمَ مِنَ السَّارِقِ.
1290- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ
بِلاَلِ بْنِ سَعْدٍ الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى أَبِي
الدَّرْدَاءِ : اكْتُبْ إِلَيَّ فُسَّاقَ دِمَشْقَ ، فَقَالَ : مَا لِي
وَفُسَّاقُ دِمَشْقَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَعْرِفُهُمْ ؟ فَقَالَ ابْنُهُ بِلاَلٌ :
أَنَا أَكْتُبُهُمْ ، فَكَتَبَهُمْ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ؟ مَا عَرَفْتَ
أَنَّهُمْ فُسَّاقٌ إِلاَّ وَأَنْتَ مِنْهُمْ ، ابْدَأْ بِنَفْسِكَ ، وَلَمْ
يُرْسِلْ بِأَسْمَائِهِمْ.
بَابُ
حَلْقِ الْجَارِيَةِ وَالْمَرْأَةِ زَوْجَهَا
1291- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنِي سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَجَارِيَةٌ تَحْلِقُ عَنْهُ
الشَّعْرَ ، وَقَالَ : النُّورَةُ تُرِقُّ الْجِلْدَ.
بَابُ نَتْفِ الإبْطِ
1292- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْفِطْرَةُ
خَمْسٌ : الْخِتَانُ ، وَالِاسْتِحْدَادُ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ، وَقَصُّ
الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ.
1293- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ :
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : الْخِتَانُ ،
وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الضَّبْعِ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ.
1294- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ : خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَقَصُّ
الشَّارِبِ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَالْخِتَانُ.
بَابُ حُسْنِ الْعَهْدِ
1295- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ
: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ
لَحْمًا بِالْجِعْرَانَةِ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ أَحْمِلُ عُضْوَ
الْبَعِيرِ ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ ، قُلْتُ : مَنْ
هَذِهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ.
بَابُ الْمَعْرِفَةِ
1296- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ : قَالَ رَجُلٌ
: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، إِنَّ آذِنَكَ يَعْرِفُ رِجَالًا فَيُؤْثِرُهُمْ بِالإِذْنِ
، قَالَ : عَذَرَهُ اللَّهُ ، إِنَّ الْمَعْرِفَةَ لَتَنْفَعُ عِنْدَ الْكَلْبِ الْعَقُورِ
، وَعِنْدَ الْجَمَلِ الصَّؤُولِ.
بَابُ لَعِبِ الصِّبْيَانِ بِالْجَوْزِ
1297- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ
أَصْحَابُنَا يُرَخِّصُونَ لَنَا فِي اللُّعَبِ كُلِّهَا ، غَيْرِ الْكِلاَبِ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : يَعْنِي لِلصِّبْيَانِ.
1298- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ
: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ يُكَنَّى أَبَا عُقْبَةَ قَالَ :
مَرَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مَرَّةً بِالطَّرِيقِ ، فَمَرَّ بِغِلْمَةٍ مِنَ
الْحَبَشِ ، فَرَآهُمْ يَلْعَبُونَ ، فَأَخْرَجَ دِرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمْ.
1299- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَرِّبُ إِلَيَّ
صَوَاحِبِي يَلْعَبْنَ بِاللَّعِبِ ، الْبَنَاتِ الصِّغَارِ.
بَابُ ذَبْحِ الْحَمَامِ
1300- حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً ، قَالَ : شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً.
1301- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : كَانَ
عُثْمَانُ لاَ يَخْطُبُ جُمُعَةً إِلاَّ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ ، وَذَبْحِ الْحَمَامِ.
- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ ،
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَأْمُرُ فِي خُطْبَتِهِ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ
، وَذَبْحِ الْحَمَامِ.
بَابُ
مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَهُوَ أَحَقُّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَيْهِ
1302- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلُ
بْنُ خَالِدٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ جَاءَهُ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ يَوْمًا ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَأْسُهُ
فِي يَدِ جَارِيَةٍ لَهُ تُرَجِّلُهُ ، فَنَزَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ :
دَعْهَا تُرَجِّلُكَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ أَرْسَلْتَ
إِلَيَّ جِئْتُكَ ، فَقَالَ عُمَرُ
: إِنَّمَا الْحَاجَةُ لِي.
بَابُ إِذَا تَنَخَّعَ وَهُوَ مَعَ الْقَوْمِ
1303- حَدَّثَنَا مُوسَى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ
الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِذَا تَنَخَّعَ بَيْنَ يَدَيِ
الْقَوْمِ فَلْيُوَارِ بِكَفَّيْهِ حَتَّى تَقَعَ نُخَاعَتُهُ إِلَى الأَرْضِ ، وَإِذَا
صَامَ فَلْيَدَّهِنْ ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ الصَّوْمِ.
بَابُ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ لاَ يُقْبِلُ
عَلَى وَاحِدٍ
1304- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ قَالَ : كَانُوا يُحِبُّونَ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ أَنْ لاَ يُقْبِلَ
عَلَى الرَّجُلِ الْوَاحِدِ ، وَلَكِنْ لِيَعُمَّهُمْ.
بَابُ فُضُولِ النَّظَرِ
1305- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ :
عَادَ عَبْدُ اللَّهِ رَجُلًا ، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا
دَخَلَ الدَّارَ جَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : وَاللَّهِ لَوْ
تَفَقَّأَتْ عَيْنَاكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ.
1306- حَدَّثَنَا خَلاَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ،
عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ دَخَلُوا عَلَى ابْنِ عُمَرَ
، فَرَأَوْا عَلَى خَادِمٍ لَهُمْ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى
بَعْضٍ ، فَقَالَ : مَا أَفْطَنَكُمْ لِلشَّرِّ.
بَابُ فُضُولِ الْكَلامِ
1307- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لاَ
خَيْرَ فِي فُضُولِ الْكَلامِ.
1308- حَدَّثَنَا مَطَرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
قَالَ : حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : شِرَارُ
أُمَّتِي الثَّرْثَارُونَ ، الْمُشَّدِّقُونَ ، الْمُتَفَيْهِقُونَ ، وَخِيَارُ
أُمَّتِي أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا.
بَابُ ذِي الْوَجْهَيْنِ
1309- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو
الْوَجْهَيْنِ ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ.
بَابُ
إِثْمِ ذِي الْوَجْهَيْنِ
1310- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ
الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ رُكَيْنٍ ، عَنْ نُعَيْمِ
بْنِ حَنْظَلَةَ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا ، كَانَ لَهُ
لِسَانَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارٍ ، فَمَرَّ رَجُلٌ كَانَ ضَخْمًا ،
قَالَ : هَذَا مِنْهُمْ.
بَابٌ : شَرُّ النَّاسِ مَنْ يُتَّقَى شَرُّهُ
1311- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ
الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ائْذَنُوا لَهُ ، بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ، فَلَمَّا
دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْكَلاَمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ
الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ الْكَلاَمَ ، قَالَ : أَيْ عَائِشَةُ ، إِنَّ
شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ ، أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ ، اتِّقَاءَ
فُحْشِهِ.
بَابُ الْحَيَاءِ
1312- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عِمْرَانَ
بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي
إِلاَّ بِخَيْرٍ ، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ : إِنَّ مِنَ
الْحَيَاءِ وَقَارًا ، إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً ، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ
: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ
صَحِيفَتِكَ.
1313- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إِنَّ الْحَيَاءَ
وَالإِيمَانَ قُرِنَا جَمِيعًا ، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ.
بَابُ الْجَفَاءِ
1314- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ ،
وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ ، وَالْجَفَاءُ فِي
النَّارِ.
1315- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ
الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ضَخْمَ الرَّأْسِ ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ ، كَأَنَّمَا يَمْشِي
فِي صَعَدٍ ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا.
بَابُ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
1316- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ : سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي
مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ
النَّاسَ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا
شِئْتَ.
بَابُ
الْغَضَبِ
1317- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَيْسَ الشَّدِيدُ
بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ.
1318- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : مَا مِنْ جَرْعَةٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرًا مِنْ
جَرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا غَضِبَ
1319- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ : سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ : حَدَّثَنَا
عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : اسْتَبَّ رَجُلاَنِ
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَغْضَبُ ، وَيَحْمَرُّ
وَجْهُهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِنِّي
لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ هَذَا عَنْهُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى ذَاكَ الرَّجُلِ فَقَالَ : تَدْرِي مَا قَالَ ؟
قَالَ : قُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَقَالَ
الرَّجُلُ : أَمَجْنُونًا تَرَانِي ؟.
1319م- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قِرَاءَةً ، عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ
قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلاَنِ
يَسْتَبَّانِ ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ
قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، قَالَ : وَهَلْ بِي مِنْ
جُنُونٍ ؟.
بَابُ يَسْكُتُ إِذَا غَضِبَ
1320- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ : حَدَّثَنِي طَاوُسٌ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا ، عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَإِذَا غَضِبْتَ
فَاسْكُتْ ، مَرَّتَيْنِ.
بَابُ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا
1321- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الْكِنْدِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ لِابْنِ
الْكَوَّاءِ : هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ الأَوَّلُ ؟ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا
، عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا ، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا ،
عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا.
بَابُ لا
يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا
1322- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : لاَ يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا ، وَلاَ بُغْضُكَ
تَلَفًا ، فَقُلْتُ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِذَا أَحْبَبْتَ كَلِفْتَ كَلَفَ
الصَّبِيِّ ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ أَحْبَبْتَ لِصَاحِبِكَ التَّلَف.
قلت االمدون تم بحمد الله
ثم قلت المدون-دعائي -
سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني أسألك أن تََشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحلل عُقَدْ لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وأخذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك وأن ترحم والداي ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين
اللهم تقبل واستجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق